خسر منتخبنا الوطني مباراته الأولى أمام أستراليا، خارج أرضه، وخسر مباراته الثانية أمام السعودية على أرضه المفترضة، وسيخوض الشهر المقبل مباراته الثالثة أمام اليابان، خارج أرضه، ونجزم أن هذه المباراة ستكون الأصعب في مسيرته خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
تكمن الصعوبة في عدة أسباب أهمها أن المباراة ستكون بعد خسارتين، وفقدان ست نقاط، كان أهمها نقاط مباراة السعودية التي كانت في متناول اليد بعد العرض الكبير الذي قدمه المنتخب العراقي في شوط المباراة الأول.
نعم، كان شوطا رائعا ذلك الذي قدمه المنتخب العراقي في مباراته أمام السعودية، إذ قدم عرضا هجوميا لم نشاهده في مباريات المنتخب العراقي منذ سنوات طويلة، وكان واضحا أن المدرب راضي شنيشل قرر وضع خطة هجومية لنيل نقاط هذه المباراة، لذا شاهدنا وصول العديد من اللاعبين الى منطقة جزاء المنتخب السعودي، لاسيما مهند عبدالرحيم، وعلاء عبدالزهرة، وجستين مرام، وأحمد ياسين، فضلا عن مدافعي اليسار ضرغام اسماعيل، واليمين علاء مهاوي، وتكلل هذا المد الهجومي بهدف مبكّر سجله المهاجم مهند عبدالرحيم، هذا اللاعب الذي سيثبت أقدامه في المنتخب الوطني بقوة خلال المدة القادمة، وكان من الممكن الخروج بهدف آخر، أو أكثر خلال هذا الشوط، لكن الفرص المحققة ضاعت الواحدة تلو الأخرى.
أما السبب الثاني فهو أن هذه المباراة ستقام على أرض الخصم وبين جمهوره الكبير الذي يأمل من منتخبه تعويض خسارته المباراة الأولى أمام الإمارات، على أرضه، ولا ننسى الاشارة الى سبب آخر يعد من الأسباب المهمة وهو الذي يتعلق بالمستوى الفني للمنتخب الياباني، إذ أنه من أفضل المنتخبات الآسيوية، بل في مقدمتها، ودليلنا على ذلك عدم غيابه عن نهائيات كأس العالم خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من أن المنتخب الحالي لا يشبه المنتخبات اليابانية في العقدين الأخيرين من ناحية المستوى الفني، لكنه يبقى من المنتخبات المرشحة والساخنة للتأهل الى نهائيات كأس العالم عن هذه المجموعة.
بالرغم من هذه الأسباب وغيرها فأننا نعتقد أن منتخبنا باستطاعته تقديم المستوى الذي يليق بسمعة الكرة العراقية مستندين في ذلك على قدرة كادره التدريبي بقيادة راضي ان أحسن التعامل مع أدواته وتوظيفها بخطة تتناسب مع واقع حال ترتيب منتخبنا في المجموعة من حيث النقاط، كما فعل في مباراة السعودية، ونعني أن يضع في تفكيره اللعب بطريقة مختلفة عن مباراة أستراليا التي خسرناها بهدفين بالرغم من اعتماده التكتيك الدفاعي، لذا نتمنى على شنيشل التفكير بروحية هجومية، مع الاهتمام بشكل جدي بالمناطق الدفاعية نظرا لقوة المنتخب الياباني التي لا يمكن القفز على حقيقتها في كل الأحوال. أتذكر هنا مباراة منتخبنا أمام اليابان بقيادة المدرب زيكو الذي جازف فيها بزج مجموعة كاملة من اللاعبين الشباب بعد أن أبعد أغلب نجوم كأس آسيا 2007، تلك المباراة التي قدم فيها منتخبنا عرضا كبيرا، بل كان ندا للمنتخب الياباني، وبالرغم من خسارته فقد أشاد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب في هذه المباراة.
من المؤكد أن منتخبنا بحاجة الى الفوز في مباراة اليابان، لكننا نفهم أن الخسارة واردة في هذه المباراة، لذا نتمنى أن يقدم منتخبنا مباراة مشرفة في الأحوال كلها، كي لا نحزن على الخسارة والاداء معا، كما حصل في مباراة أستراليا..
ويبقى مشوار التصفيات طويلا، وتبقى متقلباته واردة في كل دور من أدواره القادمة.