القضية ليست رياضية مطلقا، بل سياسية بحتة.
نحن لا نتحدث عن الأخطاء التحكيمية التي رافقت مباراة أربيل والحدود ضمن الدوري العراقي، ولا عن قضية طرد مدرب الحدود عادل نعمة من قبل حكم المباراة، ولا عن الوقت بدل الضائع الذي منحه هذا الحكم، ولا عن ضربة الجزاء التي منحها في الدقيقة ما قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ان كانت صحيحة، أو غير صحيحة، ولا حتى عن موضوعة شغب الجماهير التي وصلت الى مهاجمة مدرب فريق الحدود من قبل نفر ضال نزل الى وسط الملعب، ولا عن كيفية وصول هذا النفر الضال الى وسط الملعب بالرغم من وجود رجال الأمن المدججين بالأسلحة، بالرغم من خطورة هذا الاعتداء، حيث ذكر مدرب الحدود أن هذا المشجع هاجمه (بالسكين)، فهي كلها واردة في عالم كرة القدم، لاسيما في دول المنطقة، ومنها العراق، لكننا نروم الحديث عما حصل بعد المباراة من هتافات رددها جمهور فريق أربيل، إذ أننا نعتقد أن هذه الهتافات تندرج في تبويب آخر يبتعد كليا عن المفهوم الرياضي، بل نقولها بصراحة ووضوح أنها تندرج في المفهوم السياسي والعنصري.
ان هتاف "جيس جيس عرب" الذي ردده الجمهور في ملعب فرانسو حريري، في مدينة أربيل، هو هتاف عنصري يجب ردعه من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم ردعا حادا وفق قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تمنع الهتافات العنصرية والسياسية، بل تمنع أية إشارة سياسية، أو عنصرية، وهناك العديد من القرارات التي أصدرتها اتحادات الدول الأوروبية، فضلا عن قرارات صدرت من الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه أدانت وعاقبت جماهير أندية ودول بسبب هتافات عنصرية وسياسية مسيئة للاعبين وأندية ومنتخبات.
هذا الحال تكرر كثيرا خلال السنوات الأخيرة من قبل البعض من جماهير نادي أربيل، ولم يكن هناك أي رد فعل حقيقي من قبل الاتحاد العراقي ولجنته الانضباطية، إذ أن جميع القرارات السابقة كانت خجولة، لذا نطالب الاتحاد بوضع حد لهذه التصرفات العنصرية المقيتة التي حصلت بسبب التثقيف السياسي السلبي من بعض السياسيين في اقليم كردستان لجزء من أبناء شعبنا الكردي.
نحن على يقين تام أن إدارة أربيل ترفض مثل هذه التصرفات، ودليلنا على ذلك اشادة وفد نادي الحدود بالتصرفات الإيجابية التي رافقت الأحداث حيث بذلت الادارة والعديد من لاعبي أربيل وكادرهم التدريبي محاولات لتهدئة الوضع، لكن ذلك، في الأحوال كلها، وحسب قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، لا يلغي عدم مسؤوليتهم عن الأحداث المؤسفة التي حصلت بعد المباراة، لاسيما في موضوعة دخول أحد المشجعين الى أرض الملعب وهجومه على مدرب الحدود بسلاح قاتل، فضلا عن الهجوم الذي تعرضت له حافلة فريق الحدود أثناء مغادرتها الملعب!!.
لا ننسى الاشارة هنا الى أن تصرفات مدرب الحدود عادل نعمة، بعد انتهاء المباراة، حينما نزل الى أرض الملعب ومحاولته الهجوم على حكم المباراة، تعد تصرفات غير لائقة مطلقا، مهما كانت مبرراته، وندعو لجنة الانضباط الى معاقبته أيضا ليكون عبرة لباقي المدربين.
آخر الكلام :
نتمنى على جماهير أندية بغداد والمحافظات الأخرى عدم الانجرار لردة فعل عدوانية اتجاه أندية اقليم كردستان وجماهيرها حينما تستضيفها في ملاعبها فهم أخوتنا وأحبتنا في الوطن والإنسانية.