1
لابد لي في البدء من تقديم الشكر والامتنان لجريدة بانوراما، والسيدة وداد فرحان رئيسة تحريرها، لاتاحتها لي فرصة المساهمة في مهمة وطنية وانسانية، وهي التي تمثلت في توزيع التبرعات التي أجاد بها نخبة من أبناء الجالية العراقية في أستراليا الى العوائل المسيحية التي تهجرت من الموصل بعد احتلالها من قبل تنظيم داعش الإرهابي في شهر حزيران من العام الماضي، ضمن حملة التبرعات التي تكفلت بها الجريدة تحت عنوان ( من أجلهم، فهم ملح أرض العراق وأوتادها). كما لابد لي من تقديم الشكر والامتنان الى جميع الصحف والقنوات التلفازية العراقية التي أولت اهتماما كبيرا بمبادرة جريدة بانوراما الوطنية والإنسانية، إذ ألقت الضوء على المبادرة وأشادت بها من خلال نشرها خبر تبرعات بانوراما ومنها صحيفة 'الحقيقة' التي وضعت الخبر على صفحتها الأولى، فضلا عن اللقاءات التلفازية التي أجرتها معي القنوات العراقية، وشرحت فيها مبادرة بانوراما التي حاولت من خلالها إيصال رسالة الى جميع العراقيين، لاسيما أهلنا من المسيحيين، مفادها أننا كعراقيين نعيش في الخارج نؤكد مرة أخرى الانتماء الى أرض العراق وأهله من جميع الطوائف والأديان.
2
حال وصولي بغداد الملتهبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير الطبيعية التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية، بدأت رحلة البحث عن تجمعات العوائل المسيحية المهجرة من الموصل.
لم تكن هناك صعوبة في الوصول الى تجمعات هذه العوائل، لاسيما في ظل تعاون الجهات الرسمية التي استعنت بها لتسهيل مهمتي، لكن كان بودي جمع معلومات دقيقة عن عدد العوائل في المجمع الذي تقرر توزيع التبرعات فيه، وعدد أفراد كل عائلة كي يتم توزيع التبرعات بعدالة حسب العدد، وهو الأمر الذي حصل، إذ تم احصاء عدد أفراد العوائل التي تم اختيارها بدقة لنضع ما وصلنا من أموال الخيرين من أبناء الجالية العراقية في أستراليا بظروف خاصة، مذيلة بتحيات السيدة وداد فرحان رئيسة تحرير الجريدة.
3
كانت مشاعري لحظة توزيع التبرعات مرتبكة، فشعور الفرح يغمرني بسبب وصولي الى لحظة إنجاز المهمة الانسانية والوطنية التي كلفتني بها الجريدة، هذا من جانب، ومن جانب آخر، كنت أشعر بحزن كبير على تلك العوائل التي تعيش بغرف صغيرة بعد أن سلبت عصابات داعش الإرهابية بيوتهم وممتلكاتهم. شعرت بحزن كبير على الأطفال الذين حرموا من مدارسهم وألعابهم.
4
من المؤكد أن جريدة بانوراما ومن خلال حملتها الانسانية تمكنت من زرع فرحة على وجوه تلك العوائل، لكنني أؤكد هنا أن أهلنا من المسيحيين المهجرين، بحاجة الى وقفة خاصة ومستمرة من قبلنا جميعا، فهم لا ذنب لهم في حرب تسبب بها القتلة من الطائفيين والعنصريين. هم بحاجة لنؤكد لهم تضامننا الحقيقي الى أن تتحرر بيوتهم من رجس الأوغاد.
5
لقد أكدت جريدة بانوراما التصاقها بالوطن مرة جديدة من خلال المهمة الانسانية والوطنية التي قامت بها من أجل ملح أرض العراق وأوتادها، ومن المؤكد أن نباح القتلة، والطائفين، والمتخلفين، والسحرة، والمشعوذين، والدجالين لن يوقفها ولن يخيفها، وستتواصل ونحن معها دائما وأبدا في إكمال المسيرة الى أن تتحرر أرض العراق كلها من دنسهم وكذبهم ودجلهم.
6
في الأسبوع القادم ستنشر جريدة بانوراما تغطية مصورة عن مهمتها الانسانية والوطنية .. انتظرونا