1
حينما يجلس ( عار ) الى جانب ( مشعوذ ) فالنتيجة هي : عار ومشعوذ
2
أرجو أن لا يذهب ظن القارىء في أنني أريد أن أكتب عن سحر المشعوذين والدجالين، هؤلاء الذين يقومون بأعمال دنيئة يخدعون بها النساء المطلقات والعوانس لتزويجهن، وهدفهم الأوحد هو سرقة جيوبهن، إذ بودي أن أتحدث عن قصص السحر والشعوذة في عالم كرة القدم، وأول ما خطر في ذاكرتي قصة ( الحرز ) الذي وضعه نائب رئيس هيئة ادارية في أحد الأندية العراقية خلف مرمى فريق الزوراء، ذلك النائب الذي ذهب الى عجوز شمطاء تدعي أنها تستطيع أن تقلب النتائج المتوقعة الى غير متوقعة من خلال (حرز) صغير يضعه أي شخص في المكان المناسب كي يفوز في أية قضية، حيث ذهب صاحبناالى تلك العجوز الشمطاء قبل مباراة فريقه أمام فريق الزوراء المتخم بنجوم المنتخب الوطني طالبا منها ( الحرز ) الذي من خلاله يستطيع فريقه تحقيق الفوز على الزوراء، وصادف أن أحد لاعبي الزوراء من الذين يسكنون قرب بيت العجوز الشمطاء قد شاهده خارجا من بيتها ليخبر زملائه من اللاعبين، ومن ثم وصل الخبر الى جمهور الزوراء الكبير في ملعب الشعب الدولي.
حكاية هذا النائب ظلت راسخة بالرغم من مرور سنوات طويلة عليها فقد بدأت المباراة بلمسات أحمد راضي السحرية الجميلة، تلك اللمسات السحرية التي ليست لها علاقة لا بالمشعوذ الذي يضحك على المطلقات، والأرامل، ولا بالعجوز الشمطاء التي عملت ( الحرز ) لنائب رئيس الهيئة الإدارية، إذ أن لمسات أحمد راضي تسحر الجمهور وتطربه وتجعله سعيدا، لاسيما حين تصل المرمى وتعلن عن تسجيل الأهداف، وهو الأمر الذي حصل في هذه المباراة، إذ سجل أحمد راضي الهدف الأول في المباراة من خلال واحدة من لمساته السحرية، وأعقبه بالهدف الثاني بطريقة سحرية جعلت الجماهير تقف وتصفق له لوقت طويل، وكذلك فعلها كريم صدام الذي سجل الهدف الثالث، ولا تسعفني الذاكرة عن اسم اللاعب الذي سجل الهدف الرابع، لكنني أتذكر الطريقة السحرية التي تناقل بها لاعبو الزوراء الكرة من حارس المرمى الى آخر لمسة دخلت مرمى فريق نائب الهيئة الإدارية، وهنا بدأت صيحات الجمهور وأهازيجه تتعالى، فاضحة بطريقة مضحكة فعلة النائب وحرز العجوز الشمطاء مرددة: حرز فوزية هيل وطيش بالكواله!!! ...
ومن الجهة الأخرى يصيح أحدهم مخاطبا النائب باستهزاء: اليوم جمعة وعادة الحرز ( مال) فوزية ما يشتغل لا بالجمعة، ولا بالعطل الرسمية!!!....انتهت المباراة بفوز الزوراء بأربعة أهداف مقابل لاشيء بفضل سحر كرة القدم الذي قدمه لاعبو الزوراء على أرض الملعب، فهو الحقيقة الوحيدة، أما حرز فوزية فلم ينفع في الملعب لأن منبعه الدجل، والغش، والخديعة، والنصب، والاحتيال.
بالمناسبة ليست فوزية هي المشعوذة الوحيدة التي دخلت عالم كرة القدم الجميل، بل سبقها العديد من السحرة والمشعوذين، لاسيما في الملاعب الأفريقية وكانت نتائج شعوذتهم مخزية وفاشلة فسحر مهارات اللاعب داخل الملعب تتفوق دائما على دجل المشعوذين، ففي العام 2002 اكتشف مراقب مباراة مصر والسنغال بتصفيات كأس الأمم الأفريقية وجود حقيبة موضوعة أسفل مقاعد البدلاء للمنتخب المصري، وبفتح الحقيبة تبين أنها كانت تحتوي على عظام حيوانات وبعض الأعشاب وقصاصات ورق مكتوبة بلغة غير مفهومة، وقيل إنه "عمل" على الطريقة الإفريقية، لكن مصر فازت في هذه المباراة بالرغم من وجود هذا " العمل" !!.
وفي العام 2010 عندما نظمت جنوب إفريقيا نهائيات كأس العالم، وافتتحت كأس العالم على الطريقة الجنوب إفريقية بذبح ثور أمام الملعب الذي يحتضن مباريات أكبر تظاهرة كروية بالعالم، وقد أكدت التقارير أن نحو 300 ساحر من كبار المشعوذين بجنوب إفريقيا قاموا بتحضير أرواح الأسلاف ليطلبوا منهم فوز منتخب جنوب أفريقيا بلقب المونديال العالمي، لكن منتخب جنوب أفريقيا لم يفز بالبطولة، إذ لم ينفعها الثور المذبوح ولا الجيش الجرار من السحرة والمشعوذين!!!
سحر كرة القدم يوفر متعة لا تضاهى، لاسيما لعشاق هذه اللعبة، لذا فهناك في الملعب تجد العديد من النماذج المختلفة من شخصيات ووظائف يتقافزون سوية فرحا مع كل لمسة سحرية بالكرة يقوم بها هذا اللاعب أو ذاك خلال دقائق المباراة.حينما نتحدث عن سحر كرة القدم فمن المؤكد أننا لا نتذكر هذا الدجال الذي يخدع النساء، ولا نتذكر فوزية (أم الحرز)، إذ يأتينا اسم اللاعب الأسمر بيليه مثلا، أو مارادونا، أو بلاتيني، أو زيدان، أو كرويف، أو ميسي، ومثلهم من الملاعب العراقية نتذكر فلاح حسن، ورعد حمودي، علي كاظم، وكاظم وعل، وهادي أحمد، وحسين سعيد، ونشأت أكرم، فهولاء سحرة، لكنهم من النوع النظيف والجميل الذي يزرع الابتسامة والفرح على وجوه الناس.
بالمناسبة أن الاختلاف ليس في هذا الجانب حسب، بل حتى في وجوههم فسحرة كرة القدم ترى وجوههم جميلة و(منورة)، أما السحرة من الدجالين والمشعوذين فوجوههم (مصخمة ومصفرة).