1
شكرا كبيرة أوجهها للشباب المندائي في سيدني الذي تمكن من إنجاز عمل رائع يتمثل في المهرجان الرياضي الذي أقامه في سيدني، ذلك المهرجان الذي أعلن فيه برنامجه الرياضي الخاص بأبناء الجالية المندائية. حقا تفاجأت بالعدد الكبير للفرق الكروية المشكلة من قبل هؤلاء الشباب، أما الأجمل من هذا فكان فريق كرة القدم للشابات المندائيات، وهي فكرة تحسب لعوائلهن، وفكرهم المتنور، فضلا عن المشرفين على فريقهن.
كذلك لفت انتباهي الخطوة الرائعة التي قام بها المشرفون على هذا المهرجان المتمثلة في التكريم الذي حظي به بعض الأبطال من شبابهم، هؤلاء الأبطال الذين حازوا على إنجازات كبيرة على مستوى أستراليا، وولاية نيو ساوث ويلز، وهم حقا ( رفعة راس ) لكل العراقيين في أستراليا.
في كلمتي القصيرة التي ألقيتها في هذا المهرجان شكرت رجال الدين المندائيين، والمسؤولين عن الجمعيات المندائية لدعمهم هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وقلت: ان الاهتمام بشريحة الشباب، والرياضيين تحديدا، يعني خطوة مهمة باتجاه بناء مجتمع مدني متطور.
نعم، شكرا لهم جميعا لأنهم أتاحوا فرصة للشباب في أن يقولوا كلمتهم، فهم جيل مختلف عنا، مختلف في طريقة تفكيره، وحياته، ومشاريعه، وتوجهاته، وتطلعاته، لذا علينا جميعا أن نفهم ذلك ونفعل ما فعله المندائيون، وهي رسالة بعثها المندائيون لبعض (الشيِّاب) الذين (لازكين) بالكراسي، (مو كرسي واحد)، ويعتقدون أنهم (يفتهمون كلش هواية)، بل هم رموز، والرموز : خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه!!..
2
في العراق كان هناك (رمز واحد) وهو فوق كل الخطوط والألوان، ومن يتجرأ، أو حتى يتنفس ضده فمصيره الإعدام، أما اليوم في عهدنا الحالي فأصبح في العراق العشرات، بل المئات من الرموز، وبما أن الرمز خط أحمر، حسب ثقافة الخوف التي تربينا عليها في زمن الرمز الواحد، لذا علينا الاستمرار في عدم الاقتراب من الخط الأحمر، لكن المصيبة التي وقعنا بها في العهد الجديد، بسبب كثرتهم، تتمثل في ضياعنا للخيط واللون والعصفور أيضا، إذ أن بعضهم مثلا، يعتقد أن السفير العراقي في أستراليا مؤيد صالح من بين هؤلاء الرموز بالرغم من فساده وفضائحه التي طفحت على السطح بشكل واضح وصريح.
لقد وصل الخط الأحمر للرياضة أيضا، فبات علينا عدم انتقاد اللاعب الفلاني، أو المدرب الفلاني، أو رئيس الاتحاد الفلاني، فهم من (رموز) العراق، وبذلك فهم خط أحمر، بالرغم من أن بعضهم أصبح عالة على الرياضة، وساهم في اندحارها الى الحال التي هي عليه الآن.
3
دافعنا عن النجم المتألق في صفوف المنتخب الوطني ياسر قاسم بعد المشكلة الكبيرة التي واجهته قبل مباراة تايلند، ليس لأننا نعتقد أنه من اللاعبين المهمين الذين نعلق آمالنا عليه للوصول الى كأس العالم بعد المشاركة اليتيمة في العام 1986 حسب، بل لأننا نعتقد أن هذا اللاعب وقف ضد (الرموز) في المنتخب، هؤلاء الذين يعتقدون أنهم أكبر من المنتخب، وأكبر من العراق، بالرغم من أنهم (يخيطون ويخربطون) من دون رادع يردعهم. ساندنا ياسر قاسم، اللاعب الشاب الذي يجري الدم العراقي بحرارة في عروقه بالرغم من عدم أكله (عدس الحصة)، كما يحاول بعض التافهين الطعن في انتمائه للعراق وشعبه، ساندناه لأنه وجد أن (الرمز) سيذهب بالمنتخب الوطني الى الضياع مثلما فعل في البطولات السابقة وأهمها تصفيات كأس العالم 2006 و 2010 و 2014 ، فضلا عن بطولات كأس آسيا، وبطولات الخليج العربي.
بالمناسبة، ياسر قاسم لا يفهم (مثلنا) أن الرموز، خط أحمر، فالثقافة التي تربى فيها، الثقافة الانكليزية، لا يوجد فيها خطوط حمراء، ولا زرقاء، ولا خضراء، لذا صرخ صرخته الكبيرة بوجوههم!!.
4
المشكلة ليست بالرموز حسب، بل في المطبلين والمصفقين لهم، فهؤلاء تجدهم في كل تجمع، أو تنظيم، أو اتحاد، أو تيار، أو فريق رياضي، وهم يدافعون عن ( الرمز ) دفاعا مستميتا، وكيف لا يكون ذلك في ظل المنفعة المادية أو المعنوية التي يحظون فيها من ( خيرات ) الرمز، المصحوبة بتعامل فوقي يصل الى حد إذلالهم. للأسف، شاهدت هذه الحالة خلال مرافقتي للمنتخب الوطني، فالرمز يهينه وينهره ويذله، لكن المطبل يصر على الدفاع عنه بعد أن يمنحه الرمز ورقة خضراء (100 دولار)، أو نصفها، أو حتى ربعها!!!.