إذن، خسر منتخبنا الوطني بكرة القدم مباراته الودية أمام نظيره الأردني، وقد كانت خسارة قاسية، ومذلة، بثلاثة أهداف نظيفة، وفيها مؤشرات فنية تدعو للقلق، لاسيما أنها حصلت قبل أيام قليلة من مباراة منتخبنا أمام المنتخب الفيتنامي، فضلا عن أهميتها في موضوعة التصنيف الدولي، وكذلك قضية سمعة الكرة العراقية التي يبدو أن بعضهم يغض الطرف عنها، حسب الأهواء والمزاج، لكننا مع هذا وذاك وغيرهما سنقف أمام هذه المباراة باعتبارها مباراة استعدادية، الغرض منها تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعها الكادر التدريبي لمنتخبنا بقيادة الكابتن يحيى علوان لمباراته الأهم أمام المنتخب الفيتنامي ضمن التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2018 و كأس آسيا 2019 .
نعم، خسر منتخبنا مباراته الودية وما علينا الا أن نطوي صفحتها بالرغم من مرارتها، لكن لابد لنا من الاستفادة من دروسها، لاسيما أن مباراتنا أمام المنتخب الفيتنامي تعد الحد الفاصل لحسم أوراق مجموعتنا في دورها الأول، إذ أن الفوز فيها يعني تصدر منتخبنا للمجموعة بفارق الأهداف عن منتخب تايلند، بل أن الفوز في هذه المباراة التي تقام على أرض الخصم، تعني في الحسابات الورقية ضمان منتخبنا التأهل الى المرحلة الثانية من هذه التصفيات، إذ يكون منتخبنا قد خاض مباراتين في أرض الخصم أمام المنتخبين المنافسين له في هذه المجموعة وهما، تايلند وفيتنام، وهو الأمر الذي يعني مواجهتهما في طهران، ملعبنا المفترض، أما المباراة الأخرى التي سيخوضها منتخبنا خارج أرضه فستكون أمام تايوان، وهو المنتخب الأضعف في المجموعة.
هذا التصور يجرنا الى أهمية الانتباه الى قضية مهمة نعتقد أنها كانت من الدروس المهمة التي أدت الى خسارة منتخبنا مباراته الودية أمام المنتخب الأردني، وهي التصور الخاطئ الذي دخل به منتخبنا هذه المباراة، نعني يقين الفوز على المنتخب الأردني ، لاسيما بعد معرفتهم بغياب محترفي المنتخب الأردني عن المشاركة في هذه المباراة . القضية المهمة الجديرة بالانتباه التي نعنيها هي قضية الاستهتار بمستوى المنتخب الفيتنامي في مباراتنا القادمة ، فضلا عن المنتخبات الأخرى التي سنلاقيها في الدور الثاني، إذ يجب على الكادر التدريبي التركيز على ضرورة اعتبار أية مباراة من مباريات التصفيات بمثابة مباراة نهائية، وهي فعلا كذلك، بالرغم من قناعتنا بالفارق الفني بين منتخبنا ومنتخبات مجموعتنا، لكن كرة القدم لا تعطي الا لمن يعطيها خلال دقائق المباراة حصرا.
أما القضية الأخرى التي لابد لنا من وضعها على طاولة الكادر التدريبي فهي ما تخص موضوع الزج باللاعبين الشباب وهي خطوة تحسب للكابتن يحيى علوان، فالمباريات الودية تعد فرصة مهمة لخلق جيل جديد من اللاعبين، فضلا عن زرع الثقة في البدلاء، لكننا نستغرب مرة ثانية وثالثة ورابعة عدم اتاحة الفرصة للمهاجمين في مثل هذه المباريات والاصرار على زج اللاعب يونس محمود حتى الدقيقة 75 مع معرفتنا ومعرفة الكادر التدريبي التامة بضعف لياقته البدنية بسبب كبر سنه، وتدخينه الشره في غرف الكادر الاداري والطبي، فضلا عن تدني مستواه الفني الواضح للعيان.
نعم، كانت الخسارة أمام الأردن قاسية، لكننا سننظر الى كونها مباراة ودية، استعدادية، حقق الكادر التدريبي فوائده منها، وسننتظر نتائج هذه الفوائد خلال مباراتنا الرسمية الأهم في التصفيات أمام المنتخب الفيتنامي، ونتمنى الفوز فيها حتى لا ندخل في حسابات معقدة نحن في غنى عنها مع منتخبات نعرف مسبقا مستواها المتواضع، وقد تأكد لنا ذلك من خلال المواجهتين السابقتين. لدينا في المنتخب العراقي أسماء مهمة، ياسر قاسم، ضرغام اسماعيل، أحمد ياسين، علي عدنان، جيستن مرام، سعد عبدالأمير، نور صبري، علاء عبدالزهرة، فضلا عن اللاعبين الشباب الذين نتمنى لهم مستقبلا باهرا من أمثال مهند عبدالرحيم، وعلي حصني، وعلي قاسم، وبشار رسن وغيرهم، لذا نتأمل أن يظهر منتخبنا في مباراته أمام المنتخب الفيتنامي بشكل مختلف عن مباراته الودية التي خسرها أمام الأردن. آخر الكلام حتى التعادل في هذه المباراة يعد نتيجة سلبية، ونرجو أن لا يذكرنا أي خبير بأن نتيجة التعادل في أرض الخصم تعد نتيجة إيجابية، فمثل هذا الأمر ينطبق في حالة مواجهتنا لمنتخبات أخرى مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وإيران، وليس تايلند، أو فيتنام، أو تايوان.