مقدمة
أحترم الدكتور يحيى علوان، مدرب منتخبنا الوطني، فهو إنسان مهذب جدا ويمتلك أخلاق عالية، فضلا عن كونه من المدربين الكفوئين ويمتلك خبرة تدريبية كبيرة، سواء مع الأندية، أو المنتخبات، وسجله التدريبي يؤكد على تحقيقه بعض الإنجازات المهمة، لكن ما حصل في مباراة منتخبنا أمام فيتنام أثار استغرابي، وفد جسدت بعض هذا الاستغراب في هذه الصور:
الصورة الأولى: الركلات الثابتة
هناك حالة فنية غريبة يعيشها منتخبنا لا يمكن مشاهدتها في أي منتخب آخر . هذه الحالة تخص الركلات الثابتة، ان كانت مباشرة، أو غير مباشرة، إذ من المعروف أن هناك لاعبا، أو لاعبين يتم تحديدهما من قبل الكادر التدريبي لتنفيذ هذه الركلات، لكننا نستغرب، بل نضع علامات استفهام عديدة حول ما جرى في مباراة فيتنام مع هذه الحالة، إذ لاحظنا أن أربعة لاعبين تناوبوا على تنفيذ الركلات التي أتيحت لمنتخبنا، فمرة علي عدنان، وثانية ضرغام اسماعيل، وثالثة يونس محمود، ورابعة ياسر قاسم، وربما لو أتيحت غيرها لوصل الدور الى الحارس نور صبري لتنفيذها!!. هذه الفوضى أدت الى عدم الاستفادة من أية ركلة حرة مباشرة، أو غير مباشرة، علما أن هناك العديد من المنتخبات قد حسمت مبارياتها من خلال حالة ركلة حرة واحدة وذلك نتيجة التدريب الصحيح على تنفيذ مثل هذه الحالات من خلال إسنادها الى اللاعب الأكفأ في الفريق، وليس مثل حال منتخبنا الذي أصبح حقل تجارب لتنفيذ مثل هذه الحالات المهمة والثمينة.
الصورة الثانية: حسرة وألم
اذا كنا لا نسجل في مرمى منتخب فيتنام، فكيف الحال سيكون أمام اليابان، أو كوريا الجنوبية، أو أستراليا؟.
هذا ما سألنياه صديقي الذي كان يشاهد معي مباراة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الفيتنامي التي جرت ضمن التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 وانتهت بالتعادل بهدف لكل منهما، وجاء هدفنا في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. كان السؤال مليئا بالحسرة والألم بعد أن شاهدنا منتخب العراق تائها، حائرا أمام منتخب لا يمتلك المقومات الحقيقية التي من الممكن أن تشكل أي عائق أمام منتخب بحجم منتخب العراق ومن ضمنها عاملي الأرض والجمهور، والأدهى من ذلك أن منتخبنا كان يحاول تعديل النتيجة على أمل الحصول على نقطة واحدة من هذه المباراة بعد أن ظل متأخرا بهدف واحد حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع!!
الصورة الثالثة: ترقيعات
لم يصل الكادر التدريبي الى الحلول الناجعة التي يؤدي طريقها الى مرمى المنتخب الفيتنامي، لا قبل المباراة ولا حتى خلال دقائقها التسعين، إذ كانت حلوله أما ترقيعية، أو بعيدة عن واقع حال وضع المنتخب الفني، فالخلل لم يكن في مستوى اللاعب جيستن مرام الذي لم يصبر على استبداله الى نهاية الشوط الأول، إذ أخرجه قبل نهايته بدقائق معدودة، ودليلنا أن حال الواقع الهجومي لم يتغير بعد خروجه، مع التأكيد على ضعف اداء جيستن وظهوره بمستوى غير لائق، لكن مستواها الفني لم يكن مختلفا مع المستوى الفني الذي ظهر عليه علة وعالة المنتخب اللاعب، بل المتفرج يونس محمود، ونرجو من الكادر التدريبي اعادة شريط المباراة ليطلع على حجم المأساة المتمثّلة بإصراره على زج هذا العجوز المتهالك أساسيا، والأدهى من ذلك اصراره على ابقائه الى آخر دقيقة من زمن المباراة، وهو الحال، نعني حال الترقيعات دفع بالمدرب الى زج اللاعب أحمد ياسين، بعد استبدال جيستن، في مركز لم يلعبه به مع المنتخب سابقا، ليستدرك قبل نهاية الشوط الثاني ليستبدله باللاعب مهند عبدالرحيم!!.
الصورة الرابعة: خلل دفاعي
الجميع يؤكد على أن خللا كبيرا يعاني منه المنتخب العراقي في خط الدفاع، وهو مشكلة يعرفها الكادر التدريبي الحالي لمنتخبنا منذ مدة طويلة، ونعني تحديدا الكابتن يحيى علوان حيث سبق لع العمل مع الكابتن راضي شنيشل في بطولة كأس آسيا 2015 كمستشار فني، وكان قريبا جدا من الهفوات الكبيرة التي حصلت من اللاعبين سلام شاكر وأحمد ابراهيم وتسببت بأهداف في مرمى المنتخب، لذا كان عليه الوصول الى حلول لهذه المعضلة، لكنه لم يحرك ساكنا الا في مباراة فيتنام حيث زج اللاعب الشاب مصطفى ناظم بديلا عن أحمد ابراهيم، ويبدو أنه لم يصبر طويلا على الإجراء التعديلي الذي اتخذه، لذا عاد في الشوط الثاني ليزج أحمد ابراهيم بدلا من سامح سعيد، وهو حل ترقيع آخر ، لذا لم يتغير حال الخط الدفاعي، وعاد القلق مرة أخرى نتيجة الهفوات المتواصلة، فالمتبنيات التي تم على ضوئها وضع أحمد ابراهيم على دكة الاحتياط من قبل المدرب، ليس من الممكن أن يتغير حالها في شوط مباراة فيتنام الأول، أم أن الكادر التدريبي اكتشف أن الخلل كان في اللاعب سامح سعيد، وليس في وسط الدفاع المتمثل في أحمد ابراهيم وسلام شاكر!!.
الصورة الخامسة: الفرصة قائمة
خسرنا أربعة نقاط مهمة في الجولة الأولى من التصفيات نتيجة فوضى عارمة أحاطت بالمنتخب خلال المدة الماضية لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالجانب الاداري، وأخرى تتعلق بالجانب الفني، وبما أن الجولة الثانية ستقام بعد مدة طويلة، وبما أن منتخبنا سيلعب على أرضه ( المفترضة ) في ايران مع المنافسين الحقيقيين في هذه المجموعة وهما، تايلند وفيتنام، فنعتقد أن الفرصة مازالت كبيرة للتأهل عن هذه المجموعة، وخاصة بعد مشاهدتنا لمستويات الخصمين وتأكدنا تماما من الضعف الفني لكليهما، لكن لن يحصل ذلك مطلقا ان ظل الحال على ما هو عليه!!.