هل حقا أن مشكلة منتخبنا الوطني تكمن في خط الدفاع، لذا قرر الكابتن يحيى علوان استدعاء اللاعبين علي حسين ارحيمه، وسامال سعيد، ووليد سالم، وعصام ياسين؟
بالحقيقة، نعم، لدينا مشكلة كبيرة في هذا الخط ساهمت في دخول العديد من الأهداف في مرمانا خلال مباريات التصفيات المزدوجة، فضلا عن البطولات الأخرى، لأسباب فردية مرة، وأخرى تنظيمية، لكننا نعتقد أن التصحيح جاء متأخرا جدا حيث فقدنا أربعة نقاط مهمة في مباريات الجولة الأولى من التصفيات أمام منتخبين لم يشكلا أية خطورة حقيقية في المباراتين غير الأهداف التي دخلت مرمانا نتيجة الأخطاء التي أشرنا الى أسبابها.
نعم، هناك مشكلة كبيرة في هذا الخط كان يعرفها الكابتن يحيى علوان منذ بطولة كأس آسيا 2015، وكان عليه الوصول الى الحل قبل بدء مباريات التصفيات، وليس بعد الخراب الذي حصل في مباريات الجولة الأولى، إذ أنه لم يستدعِ أغلب الأسماء التي استدعاها مؤخرا ضمن تشكيلة المنتخب الا بعد حصول الخراب، وأصر على الاعتماد على اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في بطولة كأس آسيا الأخيرة بأخطائهم القاتلة.
لكن ليست هذه المشكلة، ولا الحلول الجديدة التي انتهجها الكابتن يحيى ستكون هي المفتاح الذي يخرجنا من أعماق عنق الزجاجة الذي أصبح حال منتخبنا عليه بحصيلة نقاطه الخمسة التي حصل عليها بشق الأنفس، في حين أن خصمه التايلندي تمكن من جمع عشرة نقاط ( بفارق زيادة مباراة عن منتخبنا )، وذلك بعد الفوز العريض الذي حققه على نظيره الفيتنامي بثلاثة أهداف من دون مقابل، على أرض فيتنام وبين جمهوره الذي خرج متحسرا على فوز ضاع منه أمام منتخبنا في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بعد أن منح حكم المباراة ضربة جزاء سجل منها يونس محمود هدف التعادل بعد أن عجز عن التسجيل خلال وقت المباراة، بل وكان غائبا، نعني مهاجمنا يونس محمود، طوال وقت المباراة.
وهنا لابد لنا أن نتحدث عن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها منتخبنا، وهي مشكلة يبدو أنها ( مغيبة ) عن أفكار كادرنا التدريبي، وهي التي تتعلق بعدم وجود أية قدرة هجومية في منتخبنا الوطني تؤدي الى الوصول لمرمى الخصوم وذلك كون الكادر التدريبي أصر خلال المباريات السابقة على الاعتماد في الخط الأماني على العجوز يونس محمود الذي أثبت مرة ثانية وثالثة وعاشرة على أنه لا (يهش) ولا (ينش)، وهو أمر طبيعي للاعب دخل أرذل العمر الكروي.
لا نريد أن نعيد ونصقل بالشواهد التي تثبت ضعف قدرتنا الهجومية فالفارق الفني بين منتخبنا ومنتخبات المجموعة لا يمكن تصوره وقد لاحظنا خلال مباريات الجولة الأولى هوان مستوى هذه المنتخبات التي كان من المفروض الفوز عليها بسداسيات وسباعيات، لكن حالنا كان يرثى له ونحن نرى منتخبنا بائسا يبحث عن هدف التعادل مرة، ومرة قبلها يتمنى أن تنتهي المباراة بالتعادل بعد أن كان متقدما بهدفين حتى الدقيقة الثمانين!!.
نعتقد أنه مثلما فكر الكادر التدريبي بمشكلة خط الدفاع ووجد أن حلها لا يمكن تغييره الا باستدعاء بعض اللاعبين الجدد بات عليه أيضا إيجاد الحلول لخط الهجوم، وهو أمر لا يتطلب استدعاء لاعبين جدد فخط هجومنا زاخر بلاعبين جيدين ينتظرون أن تتاح لهم فرصة حقيقية لإثبات جدارتهم، وهم في عمر مناسب يمكنهم من الجري طوال وقت المباراة للوقوف في المكان المناسب، وفي اللحظة المناسبة، وليس مثل يونس الذي ينتظر أن تصل الكرة الى رأسه، أو قدمه في المكان الذي يقف فيه فقط!!
خط هجوم منتخبنا بحاجة الى نقلة نوعية .. الى لاعب يمتلك لياقة بدنية تتيح له التحرك يميناً وشمالا ليشغل المدافعين ويتمكن من تسجيل الأهداف من خلال أنصاف الفرص، لذا نعتقد أن على يحيى علوان الاعتماد على اللاعبين الشباب من أمثال مروان حسين، أو علاء عبد الزهرة ، أو مهند عبدالرحيم كأساسيين في المباريات القادمة، وحتى اللاعب جيستن مرام الذي لم يقدم حقيقة مستواه لحد الآن لأنه حينما يستلم الكرة لا يرى أمامه في خط الهجوم غير (خيال) لاعب، وليس لاعبا حقيقيا، إذ أن مهاجمنا يونس محمود حاله من حال الجالس في مقهى منتظرا (الأرجيله)!!.
هذا هو الأمر الوحيد الذي سيخرج منتخبنا من عنق الزجاجة، لاسيما في ظل الوضع الذي أصبحنا عليه، إذ أن منتخبنا أصبح في حال يتوجب عليه الفوز في جميع مبارياته القادمة للتأهل الى المرحلة القادمة من التصفيات، فالمنتخب التايلندي ستصبح حصيلته من النقاط ( 13 ) بعد أن يفوز على المنتخب التايواني، المنتخب الأضعف في المجموعة، لذا فان على منتخبنا تحقيق العلامة الكاملة من مبارياته القادمة ليصبح رصيده ( 14 ) نقطة، وتحقيق العلامة الكاملة بحاجة الى لاعب يسجل الأهداف، وهو الحال الذي افتقدناها في المباراتين الأخيرتين.
تحقيق العلامة الكاملة أمام تايوان وتايلند وفيتنام، ليس أمرا صعبا فهم جميعا منتخبات ضعيفة المستوى الفني، لكن ذلك لن يحدث الا بتحقيق تغيير حقيقي في الخط الأمامي، وبصريح العبارة الا بإخراج يونس محمود من التشكيلة الأساسية وإشراك اللاعبين الشباب.
نعتقد أن الكادر التدريبي يحتاج الى التفكير بهدوء وحكمة مثلما يحتاج الى القوة لتنفيذ قراراته المقبلة التي تشير الدلائل الى أنها ستطيح بأسماء عديدة من التشكيلة الأساسية ... فهل سيحدث التغيير بحقيقة ما يحتاجه المنتخب كي نتأهل عن هذه المجموعة بعد أن أصبحنا في أعماق عنق الزجاجة؟.. سننتظر الإجابة.