1
لست بصدد الحديث عن ( شكله ) الذي لا يشبه ملامح وملوحة العراقيين، إذ تذهب تفاصيل (شكله) الى دولة قريبة من روسيا، وأيضا لست بصدد الحديث عن الجنسية العراقية التي يحملها، لكن بودي هنا الحديث عن الأصول والعادات والتقاليد العراقية التي هي نتاج ثقافة مجتمعنا بعشائره وعوائله العريقة، تلك الأصول والعادات والتقاليد التي تفرض علينا، مثلا، الوقوف الى جانب الأصدقاء، والجيران، والزملاء بالوظيفة، في حالة وفاة فرد من أفراد عوائلهم، أو على الأقل، اداء واجب زيارته في مجلس العزاء، حتى لو كانت هناك خلافات عظيمة بيننا... هكذا تربينا في البيت العراقي الذي تمتد جذوره الى الهور والجبل والصحراء... هكذا تربينا في الجامع، والكنيسة، والمعبد .. هكذا تربينا في المدن والقرى والخيم.
لم يفعل ذلك مؤيد صالح سفير العراق في أستراليا مع زميله بالوظيفة، الأستاذ باسم داوود القنصل العام في قنصلية العراق في سيدني الذي أقام مجلس عزاء بمناسبة وفاة شقيقه في الأسبوع الماضي .
لم يحضر مؤيد صالح مجلس العزاء لأنه ليس ابن ( طينة ) العراق ... لأنه ليس ابن دجلة والفرات... هذا هو السبب فقط، إذ أن حجة ( الزعل )، والخلاف بين السفير والقنصل العام، حجة باطلة، لسببين أولهما: انها باطلة حسب سياقات العادات والتقاليد العراقية الأصيلة التي تجبرنا القفز على خلافاتنا في المناسبات الحزينة، وثانيهما يعود بنا الى زيارة الدكتور عمر البرزنجي وكيل وزير الخارجية الى أستراليا والتي قال فيها "لقد تمكنت من ردم الهوة الكبيرة بين السفارة والقنصلية "، وكان يعني أنه تمكن من انهاء الخلافات بين السفير والقنصل بعد جلسات واجتماعات عدة عقدها بين الجانبين، ووفق هذا التصريح كان لابد من (سعادتو) أن يحضر مراسيم العزاء التي أقامها القنصل العام بمناسبة وفاة شقيقه مهما كان حجم الخلافات السابقة، لاسيما أن القنصل العام لم يقتل ( أبو ) السفير، ولا (أخوه)، ولا (عمه)، ولا (خاله)، لكنها (الطينة) العراقية، المفقودة في شخصية سفيرنا (المبجل) ... والله هي (الطينة) فقط وفقط وفقط... . !!!.
وربما نضيف اليها انشغالاته المهمة والمهمة جدا في ترتيب مواعيده، لاسيما أنه ( مخنوك) هذه الأيام لأسباب عائلية!، فضلا عن قلقه وألمه ووجعه بسبب قرب رحيله من أستراليا والأحبة فيها ....!!.
فقدانه للطينة العراقية الأصيلة تؤكده مناسبات عديدة أخرى منها مرافقته للدجال المنبوذ من الجالية، والمرتبط بجهات معادية للعراق حيث سبق للسفير الاطلاع على وثائق وصور تؤكد هذا الارتباط، وهذا دليل آخر على فقدان مؤيد صالح للطينة العراقية الأصيلة، وبالتالي الانتماء الى العراق، إذ أن موضوع ارتباطاته تحددها مصالحه الشخصية، وليست مصلحة العراق.
2
يبدو أن السفير ومسؤوله الإعلامي يعيشان حالة قلق أسبوعية بانتظار صدور جريدة بانوراما، ويبدو أن هذا القلق ازدادت درجاته في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد الفضيحة الأخلاقية التي فجرتها السيدة ليلى أحمد كاظم، الدبلوماسية السابقة في السفارة، خلال اللقاء الذي أجرته معها رئيسة التحرير السيدة وداد فرحان
صباح الخير سعادة السفير مرفق العدد الجديد من جريدة بانوراما لا يوجد شيء يخصكم أو يخصنا مع التحية والتقدير د. جميل
ويبدو أيضا أن القلق لدى المسؤول الإعلامي وصل به الى أعلى درجاته حيث أضاع طريق رسالته البريدية الأسبوعية التي من المفترض أن يوجهها الى سفيره بعد صدور جريدة بانوراما، إذ بدلا من إرسالها للسفير قام بإرسالها الى بريد جريدتنا، وهذا نصها: صباح الخير سعادة السفير مرفق العدد الجديد من جريدة بانوراما لا يوجد شيء يخصكم أو يخصنا مع التحية والتقدير د. جميل هذا الموظف، نعني المسؤول الإعلامي، ارتكب خطأ فضيعا، جعلنا (نخرب من الضحك عليه وعلى سفيره)، وهو خطأ لا يمكن مقارنته مطلقا بأخطاء بعض موظفي السفارة الذين عاقبهم السفير بعقوبات رادعة وصلت الى فصل بعضهم من السفارة، والسؤال الآن:هل يستطيع السفير معاقبة المسؤول الإعلامي ... ؟؟.
من يريد أن يعرف الإجابة عن هذا السؤال فما عليه الا اعادة بعض الأفلام العربية القديمة جدا ....وسيجد أن السفير لا يستطيع معاقبة المسؤول الإعلامي لأنه من ( المبشرين) في السفارة !!!!.