بدءا نقول: ليس كل ما نعتقده هو الصحيح، فربما نخطأ هنا، وربما نصيب هناك. اعتقاداتنا نبنيها مرة على ثقافتنا، ومرة أخرى على رؤيتنا حول هذه الحالة، أو غيرها، حسب المؤشرات المتوافرة أمامنا، لكننا في الأحوال كلها لا نؤمن بالجزم، ولا نعتمد على القياس، فالأشياء ليست بالضرورة أن تشبه بعضها البعض الآخر. وفق هذا فأننا نضع على الطاولة ثقافتنا، ورؤيتنا، وخبرتنا لنكتب ما نعتقد، وما نعتقده اليوم يخص تعاقد كابتن المنتخب الوطني اللاعب يونس محمود مع نادي الطلبة، بعد غيبته الطويلة عن قضية التعاقدات سواء مع الأندية الخارجية، أو المحلية، ومن المؤكد أننا نعلم سبب عدم تعاقد الأندية الخارجية مع اللاعب يونس محمود حيث أن مثل هذه الأندية أصبحت لا تفكر مطلقا بالتعاقد معه بسبب كبر سنه الذي أدى الى ضعف قدرته البدنية والفنية بعد أن كانت تدفع له مئات الآلاف من الدولارات أيام شبابه.
أما الأندية المحلية فمن المؤكد أنها تتمنى التعاقد مع يونس محمود وهذه الأمنية طالما توضحت صورتها من خلال رؤساء بعض الأندية، أو المدربين وخاصة نادي الطلبة، ناديه الأم، حيث كان يذكرها السيد علاء كاظم رئيس الهيئة الإدارية لنادي الطلبة قبل كل موسم، لاسيما في السنوات الأخيرة التي جف فيها سوق يونس محمود مع الأندية الخارجية، لكن محمود كان يرفض الفكرة جملة وتفصيلا، والسؤال الآن: لماذا وافق يونس محمود على التعاقد مع نادي الطلبة في هذا الموسم؟.
من المؤكد أن الإجابة عن هذا السؤال بسيطة جدا وهي أن الكادر التدريبي للمنتخب الوطني تعرض الى ضغط كبير من قبل الجماهير والإعلام الرياضي والمختصين حول قضية استمرارية يونس محمود مع المنتخب بالرغم من عدم تمثيله لأي فريق محلي أو خارجي، وهو الأمر الذي أثر على مستواه الفني المتراجع، وقد توضحت صورته خلال مباريات المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة، لذا كان لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة، وقد كان الحل لإسكات الأصوات المطالبة بإبعاده عن المنتخب هو تعاقده مع نادي الطلبة، بعد أن رفضت الأندية الخارجية التعاقد معه، لاسيما القطرية.
شخصيا كنت أتوقع أن هذا التعاقد هو كذبة إعلامية وأن يونس محمود سيتواجد في الدوري العراقي الى ما قبل مباراة منتخبنا الوطني أمام تايوان بشكل متقطع، وقد زاد قناعتي هذه تصريحه التالي للإعلام العراقي : إنه من المرجح أن أشارك مع فريق الطلبة على أربعة ملاعب فقط ( المدينة الرياضية، أربيل، دهوك، وملعب الشعب) لكون هذه الملاعب صالحة للعب كرة القدم.
كان هذا التصريح هو العلامة الدالة على خدعة التعاقد مع الطلبة، لكن السؤال : الى متى ستستمر هذه الخدعة، لاسيما أن مباراة منتخبنا الوطني أمام تايوان أصبحت قريبة؟.
قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد لنا من التنبيه الى أن المباراتين الأخيرتين في التصفيات أمام تايلند وفيتنام ستقامان بعد مدة طويلة تصل الى أربعة أشهر، وهنا ينبغي أن يجد يونس محمود حلا من أجل تبرير عدم استمراريته في اللعب مع نادي الطلبة، لذا ذهب الى حل يتناسب مع الواقع الأمني في العراق، الواقع الأمني المضطرب .. تفجيرات .. خطف .. تهديد بالقتل ... وقد اختار يونس قضية التهديد بالقتل حيث أشيعت هذه القضية في الآونة الأخيرة بين الرياضيين من خلال الاعلام بشكل عجيب وغريب، لذا ذهب يونس بهذا الادعاء الى الاعلام مباشرة!!.
التوقيت الذي اختاره يونس محمود لترويج هذا الادعاء أثار غضب الشارع الرياضي العراقي، إذ كانت غاياته مكشوفة، لاسيما أنه جاء قبل مباراة منتخبنا بمدة قصيرة جدا، لذا خرج العديد من الاعلاميين، والمدربين، واللاعبين الدوليين السابقين، وحتى زميله اللاعب الدولي علي حسين ارحيمه، خرجوا جميعهم بتصريحات تؤكد كذب ادعاء يونس محمود، وذلك عبر البرامج الرياضية والصحافة، بل نددوا بهذا الادعاء الباطل، وفندوا أسبابه بشكل لا يقبل الشك، أو الجدل حتى أن أحدهم قال : هذا فيلم هندي!!. آخر الكلام : في مداخلة لنجم الكرة العراقية السابق أحمد راضي، في برنامج تلفازي كان يستضيف اللاعب يونس محمود، طلب أحمد راضي من يونس اعلان اعتزاله للحفاظ على اسمه وتاريخه، لأن الجمهور، كما قال أحمد راضي، دائما يحتفظ بالبصمة الأخيرة للنجم، لكن يونس رفض فكرة الاعتزال، مبررا حاجة المنتخب لخدماته في الوقت الحاضر!!!.
نعتقد أن الجمهور الرياضي العراقي سيحتفظ في ذاكرته بكذبة يونس الأخيرة التي حاول خداع الجمهور العراقي بها .. خدعة تعرضه للتهديد.
نعم، سيحتفظ الجمهور بكذبة يونس فهي بصمته الأخيرة في الملاعب العراقية، فضلا عن مستواه المتدني، وكذلك فعلته النكراء من دون خجل من ملايين المشاهدين، حينما دخن الأركيله ب ( جرة معلم ) في البرنامج التلفازي نفسه!!.