اقتربنا من موعد مباراتنا أمام المنتخب التايواني (المهمة)، المقرر إقامتها في السابع عشر من الشهر الجاري في تايوان.
يؤسفنا جدا أن نضع كلمة (المهمة) أمام منتخب لا قيمة فنية له على مستوى القارة الآسيوية، لكن هذا هو واقع الحال الذي وصل اليه منتخبنا في التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بعد الخيبات التي تعرض لها في الجولة الأولى من هذه التصفيات، تلك الخيبات التي تسببت بوصول الفارق في النقاط بين متصدر المجموعة، المنتخب التايلندي، ومنتخبنا الى خمسة نقاط، وهو الأمر الذي دعانا الى وضع كلمة ( المهمة )، إذ نعتقد أن وجوب الحصول على نقاط هذه المباراة كاملة يدعونا الى التأكيد على أهميتها.
السؤال الآن هو : هل منتخبنا في حال فني يؤكد استعداده للحصول على نقاط هذه المباراة؟.
عدم استقرار الكادر التدريبي على تشكيلة ثابتة، وأسباب أخرى تدعونا الى القلق بالرغم من الفارق الفني بين مستوى منتخبنا ونظيره التايواني، فضلا عن ذلك فان الجانب الخططي يشكو من علل كبيرة كانت واضحة المعالم خلال مباريات المرحلة الأولى، فالخط الدفاعي الذي نشتكي منه منذ بطولة كأس آسيا 2015، لم يستطع الكادر التدريبي إيجاد الحلول المناسبة لها لحد مباراته الأخيرة التي تعادل فيها بشق الأنفس مع المنتخب الفيتنامي، أما العلة الأخرى فتكمن في ضعف الجانب الهجومي، ليس على أساس اعتماد الكادر التدريبي على العجوز يونس محمود الذي لا يستطيع الجري لعشرة أمتار متواصلة حسب، بل العلة تكمن في التكتيك الذي يعمل به الكادر التدريبي المتمثل بالاعتماد على مهاجم صريح واحد، لاسيما اذا أخذنا بنظر الاعتبار أن منتخبات مجموعتنا (تايلند، وفيتنام، وتايوان) تعد من المنتخبات الضعيفة على مستوى القارة الآسيوية.
مباراتنا أمام منتخب تايوان ( مهمة )، بل ومهمة جدا، إذ لا خيار فيها غير الفوز، وأما غير ذلك فيعني حزم الحقائب وانتهاء رحلة حلم الوصول الى نهائيات كأس العالم 2018، فضلا عن بطولة كأس آسيا 2019، تلك البطولة التي يشير تاريخها الى لقب عراقي في العام 2007، فضلا عن المركز الرابع في العام 2015، إذ في حالة الخسارة (لا سمح الله)، أو حتى التعادل فيها ينهي آمالنا في التأهل حتى في حالة تحقيق منتخبنا فوزين في المباراتين الأخيرتين، أمام تايلند وفيتنام، فالنقاط التي سنجمعها لا تؤهلنا ضمن أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثاني، إذ أن منتخبات المجاميع الأخرى وصل بعضها الى النقطة العاشرة قبل نهاية التصفيات، ومن الممكن تجاوزها هذا العدد من النقاط في مبارياتها القادمة، مع هذا كله، نعتقد أن هناك مقومات وأدوات يمتلكها الكادر التدريبي من الممكن من خلالها قلب الواقع المؤلم الذي عاشه المنتخب وعشناه معه خلال الجولة الأولى من هذه التصفيات.
قلب الواقع يحتاج الى تغييرات مهمة يقع بعضها، وهو الأهم على الجانب التكتيكي، لاسيما في الخط الأمامي، إذ نعتقد أن على كادرنا اللعب بمهاجمين صريحين، ليس في مباراة تايوان حسب، بل في جميع مبارياته القادمة في هذه التصفيات، وذلك لضمان الوصول الى مرمى الخصم وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف، ولا يفوتنا الإشارة هنا الى وجوب عدم الاعتماد على يونس محمود أساسيا في التشكيلة، بل زجه في الثلث الأخير من الشوط الثاني، وكذلك الأمر بالنسبة لخط الدفاع الذي يحتاج الى عمل حقيقي من خلال زج لاعب جديد، في منطقة وسط الدفاع بديلا عن سلام شاكر، أو أحمد ابراهيم، لاسيما في ظل وجود اللاعب علي حسين ارحيمه.
نعتقد أن الفرصة مازالت قائمة، لكن لا مجال لنيلها الا من خلال التغيير، إذ أن تكرار سيناريو المباريات الماضية بنفس الشخوص ونفس الأدوار لن يصل بنا الى نهاية سعيدة.