حصل منتخبنا الوطني على ثلاثة نقاط من مباراته التي خاضها أمام نظيره التايواني ضمن التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، لكن باداء غير مقنع مطلقا، إذ لم يظهر المنتخب، كمجموعة أو أفراد، بمستوى يؤكد لنا أن باستطاعته تحقيق هدف التأهل للمرحلة القادمة عن المجموعة، لاسيما وأن أمر تأهله يتطلب تحقيق الفوز في المباراتين القادمتين أمام منتخبي فيتنام وتايلند.
المستوى المتواضع الذي ظهر عليه منتخبنا في هذه المباراة يتحمل مسؤوليته الكادر التدريبي بسبب التكتيك العقيم هجوميا الذي انتهجه فيها وذلك بالاعتماد على يونس محمود في الامام وحيدا فريدا، وكأننا نلعب أمام المنتخب الياباني، أو الأسترالي، أو الكوري الجنوبي، وليس أمام أضعف منتخب بالمجموعة، ان لم نقل في القارة الآسيوية، مع علم الكادر التدريبي أن الفوز في هذه المباراة هو الحل الوحيد الذي يمنحنا فرصة الاستمرار بالمنافسة على نيل بطاقة المجموعة.لعب المنتخب التايواني مدافعا نظرا لمعرفته بالفارق الفني والبدني بينه وبين منتخب العراق، وهي قضية من المفروض أن تكون معلومة لدى المدرب يحيى علوان، لذا كان عليه أن يضع، قبل المباراة، الحلول المناسبة لهذه الحالة، لكنه دخل المباراة بتكتيك يوحي بقلقه من نتيجة المباراة، وكان ذلك واضحا في تخبطه بتشكيلة خط الوسط والواجبات المناطة بهم حيث لعب بثلاثة لاعبين ارتكاز في منطقة الوسط هم : ياسر قاسم، وسعد عبدالأمير، ومهدي كامل، من دون أن يكون لأحدهم أي دور في المنطقة الأمامية بقرب اللأعب يونس محمود، فضلا عن لاعبي خط الدفاع الأربعة الذين لم يكن لهم أي دور هجومي الا من استثناءات قليلة، وهو أمر مستغرب في مباراة أمام منتخب مثل المنتخب التايواني.
ليست هذه هي المشكلة حسب، بل أن الكادر التدريبي لم يضع الحلول المناسبة خلال المباراة، لاسيما بعد أن أيقن أن المنتخب التايواني لا يملك رغبة حقيقية في دخول الصراع الهجومي أمام المنتخب العراقي وأصر على انتهاج اُسلوب دفاع المنطقة طوال وقت المباراة والاعتماد على الهجمات المرتدة.نعم، لم يضع الحلول المناسبة، ومنها تغيير التكتيك العام للفريق من خلال خلق زيادة عديدة في منطقة العلميات الأمامية، نعني داخل منطقة جزاء الخصم، لا من خلال تحريك لاعب من لاعبي الوسط الى المنطقة الأمامية، ولا من خلال اجراء تبديل لاعب من خط الوسط بمهاجم من الذين يجلسون على دكة البدلاء مثل مهند عبدالرحيم، أو علاء عبدالزهرة، أو جستين مرام.
لقد استغربنا وقوف يحيى علوان متفرجا على وضع المنتخب من دون أي حراك بالرغم من أن نتيجة المباراة كانت قلقة جدا، إذ كان منتخبنا متقدما بهدف يتيم، وهي حالة خطرة، إذ أن تسجيل أي هدف في مرمانا كان كفيلا بخروجنا من التصفيات من دون انتظار نتائجنا في المباراتين القادمتين، أما الأغرب من ذلك فان يحيى التفت الى دكة البدلاء بعد تسجيل يونس محمود الهدف الثاني في المباراة مباشرة وذلك في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، وهي تبديلات لا توحي أن المنتخب سيحصل على فائدة فنية من خلالها.
كان على علوان التحرك لتغيير الحال في الدقائق العشرين الأخيرة، على أقل تقدير، لاسيما في الجانب الهجومي، لزيادة غلة الأهداف وضمان الفوز في المباراة، لكنه لم يفعل ذلك، وهو الأمر الذي جعلنا نشعر بالقلق خوفا من هجمة مرتدة يضيع حلمنا من بعدها.من المؤكد أن هذه المباراة، بالرغم من الفوز فيها، زادت قلقنا أكثر وأكثر، فالمستوى الفني الذي ظهر عليه منتخبنا كان متواضعا، بل تائها، وهنا علينا الإشارة الى أن منتخبنا خاض هذه المباراة أمام منتخب لا يمتلك أي طموح بالمنافسة، وكان كل يتمناه الخروج متعادلا، أو خاسرا بأقل عدد ممكن من الأهداف لحفظ ماء وجهه أمام جمهوره.كان هذا حالنا أمام منتخب لا يمتلك أي طموح، فكيف سيكون حالنا أمام منتخب فيتنام، والأهم منه المنتخب التايلندي الذي يطمح في نيل البطاقة الأولى في المجموعة، وهو يمتلك فرصة نيلها من خلال تحقيق التعادل مع منتخبنا، أو الفوز؟!!.نعتقد أن المنتخب التايلندي سيلعب بطريقة دفاعية شرسة لتحقيق الهدفين اللذين يضمنا له التأهل بالمركز الأول في المجموعة، نعني التعادل، أو الفوز، لذا نجد أنه من الضروري أن يتدارك الكادر التدريبي الحال قبل فوات الأوان، لاسيما أن لديه فرصة كافية لتعديل الوضع العام للمنتخب وإيجاد الحلول المناسبة خلال المدة القادمة، وهي مدة كفيلة بمعالجة الأخطاء وخاصة في الجانب الهجومي.المنتخب العراقي بحاجة فعلية الى نقلة نوعية كي نضمن تأهلنا، ونعتقد أن الفرصة قائمة في ظل قناعتنا بضعف مستوى خصومنا في هذه المجموعة، وهو أمر نعول فيه على الكادر التدريبي بقيادة يحيى علوان، وعلى الطاقات الخلابة في عدد كبير من لاعبي منتخبنا.