المستوى الفني لمنتخبنا الوطني في التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 018 ، وكأس آسيا 2019 هزيل جدا، وقد تجسدت هذه الهزالة في جميع المباريات التي خاضها ضمن هذه التصفيات، وحتى من بينها مباراة تايوان الاولى التي فاز فيها بخمسة أهداف، إذ أن المنتخب الأضعف في المجموعة أحرجنا خلال شوط المباراة الأولى وكاد يسجل أكثر من هدف في مرمانا لولا براعة الحارس المخضرم نور صبري، ولا نريد هنا أن نعيد شريط مباراتنا أمام فيتنام التي كادت تكون كارثة حقيقية على سمعة الكرة العراقية لولا العناية الألهية في الوقت بدل الضائع من زمن المباراة حينما منحنا حكم المباراة ركلة جزاء سجل منها يونس محمود هدف التعادل بعد أن أصابه العقم عن تهديد المرمى الفيتنامي طوال وقت المباراة، ومثلها أيضاً ذكريات الدقائق العشر الأخيرة من مباراة تايلند حيث أضاع فيها منتخبنا فرصة الفوز على الخصم ( الأهم ) في المجموعة بعد أن كان متقدما بهدفين مقابل لاشيء، أما مباراتنا الأخيرة فقد أظهرت حالة التخبط والقلق في الفكر التدريبي الذي ينتهجه الكادر المشرف على تدريب منتخبنا من خلال طريقة اللعب الدفاعية التي خاض بها هذه المباراة وكأنه يلعب أمام منتخب من الطراز الأول في القارة الآسيوية، وليس المنتخب التايواني القابع في آخر الترتيب الآسيوي، فضلا عن كونه القابع في ذيل مجموعتنا.
أيضاً لابد لنا من الإشارة الى التخبط في التبديلات وتوقيتاتها غير المنطقية، لاسيما في المباراة الأخيرة، فضلا عن الإضافات المستمرة من اللاعبين في تشكيلة المنتخب وفي جميع المباريات، مع أننا لا ننكر أن بعضهم أثبت جدارة واضحة في التشكيلة الأساسية، لكنه أمر يدلل على عدم استقرار المدرب على التشكيلة المناسبة، مع العرض أنه خاض أربع مباريات رسمية، ومثلها أو أكثر من المباريات الودية.
السؤال الآن هو: هل شتمنا أحدا من خلال ما طرحناه في الجمل السابقة، وهو نفسه ما كتبناه في مقالاتنا السابقة بعد أن شاهدنا مباريات منتخبنا في التصفيات، وكان ذلك كله محاولة لتصحيح الأوضاع الخاطئة التي نعتقد أن الكادر التدريبي قد وقع فيها، وبالأخص الكابتن يحيى علوان الذي نحترم تاريخه التدريبي، ذلك التاريخ الذي أشدنا به قبل انطلاق مباريات التصفيات.
لقد حمل الكابتن الخلوق جدا يحيى علوان، ومثله بعض لاعبي المنتخب مسؤولية هزالة المستوى الذي ظهر عليه المنتخب على عاتق الجمهور، والإعلام العراقي، بسب ( الضغط ) الذي يتعرضون اليه من قبل الجماهير والإعلام، بل أن الكابتن يحيى علوان خرج عن المألوف حينما اتهم الجمهور غير المقتنع بمستوى المنتخب الفني بأنهم من ( مدفوعي الثمن )، وكان هذا التصريح خروجا صارخا عما هو معروف عن أخلاقيات علوان.
من المؤكد أننا ندعم المنتخب والكادر التدريبي وحينما نؤشر السلبيات فذلك جزء من مسؤوليتنا، وثمة قضية مهمة يبدو أن الكادر التدريبي ولاعبي المنتخب يتغافلون عنها وهي أن ما يتحدث به الجمهور والإعلام العراقي هو نتاج الإخفاقات التي حصلت في مباريات المنتخب بالتصفيات، فليس من المنطقي أن يكون المنتخب العراقي في الوضع الحرج الذي هو عليه الآن في ظل مجموعة سهلة جدا، ليس من بين منتخباتها أي منتخب له الثقل الحقيقي في القارة الآسيوية!!.
المنتخب العراقي مسؤولية الجميع، فهو منتخب الوطن، لذا من حق الجميع أن يتحدث بصوت عال عما يعتقد أنه يخدم المنتخب لتحقيق حلم التأهل الى نهائيات كاس العالم، لكن من المؤكد أننا نرفض الإساءة والشتيمة سواء للكادر التدريبي، أو اللاعبين.