لم أجد أفضل من المثل العراقي الذي يقول "دفعة مردي وعصاة كردي"، كي أودع به أسوأ سفير عراقي عرفته في حياتي، والسوء الذي أتحدث عنه يشمل مفاصل عديدة منها الاداري والقانوني، وحتى الأخلاقي، وما قضية السيدة ليلى أحمد كاظم الدبلوماسية السابقة في السفارة العراقية في كانبرا الا الدليل القاطع على ذلك، فضلا عن مصاحبته للدجال ومساعدته في قضايا لم يحن الوقت لكشفها، لكننا من المؤكد سنكشفها في الوقت المناسب.
نعم، دفعة مردي، والمردي هو قصبة طويلة تدفع به السفينة في المياه الضحلة حينما يتعذر استخدام المجداف، وفعلا أن مياه (سعادتو) كانت ضحلة للغاية ولا ينفع معها الا المردي.
ونعم، عصاة كردي، فهي مشهورة بالمتانة والقوة كي تساعده في تسلق الجبال وسوق بغاله، ولن أعلق عليها أكثر من ذلك فهي تنطبق انطباقا محكما حول ما أريد الوصول اليه بتفصيلات تعريف عصاة الكردي كلها.
أما عن المطبلين له من الدجالين و( المناضلين) فتلك قضية نعلم جيدا أن مشهدها سيتكرر مع السفير القادم ان كان يشبه مؤيد صالح، أو يختلف عنه، فهؤلاء تعودوا على التصفيق ومسح الأكتاف من أجل (الجاهوية) على اعتبار أنه ( السيد السفير) ، أو من أجل التقاط صورة مع ( حضرة السفير)!!!!!
مؤيد صالح، ارحل لعل السفارة العراقية تتطهر من دناءتك، لكن العار سيلاحقك أينما تكون، ولن نسكت عنك مطلقا الا حينما يحق الحق، فلا تعتقد أن المباراة قد انتهت، فهناك شوط آخر، وربما سنستمر الى الوقت الاضافي، أو حتى الركلات الترجيحية، فلابد أن يأتي الوقت الذي سنحاسبك فيه على جميع أفعالك النكراء.
الهيئة العامة
لم أكن أتوقع أكثر مما حصل في اجتماع الهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي الذي عقد في بغداد مؤخرا، بحضور 71 عضوا من أصل 75، فالتأييد برفع الأيادي كان أكثر وضوحا من المعترضين، تحت الشعار القديم (موافجين)، إذ حصل التقريرين الاداري والمالي على تأييد 59 و 55 على التوالي، وفي ذلك فارق كبير عن عدد المعترضين أو المحايدين، وهو أمر غير مستغرب فالأصوات التي اختارت عبدالخالق مسعود، كرئيس للاتحاد العراقي لكرة القدم في المؤتمر الانتخابي الذي عقد في العام 2014، هي نفسها التي رفعت أياديها مؤيدة لتقريريه الاداري والمالي، والأصح أن الطبخة التي أعدت في المؤتمر الانتخابي هي الطبخة نفسها التي سبقت اجتماع الهيئة العامة.
لقد تأخر موعد انعقاد هذا الاجتماع لأكثر من ستة أشهر، حسب القوانين المعمول بها في الاتحاد العراقي لكرة القدم التي توجب الاتحاد على عقد هذا الاجتماع بعد عام واحد من الانتخابات، لكن لم نسمع اعتراضا حول هذه القضية الا من عدد قليل من أعضاء الهيئة العامة، وفي ذلك مؤشر طبيعي على السكوت عن بقية السلبيات التي حصلت خلال المدة الماضية التي عمل فيها الاتحاد الجديد.
آيضا حسب القوانين فان الهيئة العامة لأي اتحاد رياضي هي صاحبة أعلى سلطة في الاتحاد، لكننا لم نر أية سلطة لهذه الهيئة فقد كانت، كما اعتادت، خاضعة لمزاجات وأهواء أعضاء الاتحاد الحالي، حتى أنها كانت صاغرة لمخطط الاتحاد في أخطر قضية وهي التي تتعلق بزيادة عدد أعضاء الهيئة العامة، تلك القضية المهمة التي حولها الاتحاد في خطته الى محاصصة طائفية وعرقية ومناطقية في سابقة لم تحصل في الاتحادات الرياضية العراقية من قبل حيث اعتمدت الرياضة على الكفاءة من دون النظر الى قومية، أو دين، الرياضي قبل اختياره في المواقع الإدارية، أو الفنية.
نعم، لقد تحققت الزيادة في عدد أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة، لكننا نشعر بالقلق، إذ سيتجه حال هذه الهيئة حسب ما خرج به الاجتماع الأخير الى ما يشبه حال البرلمان العراقي الذي أصبح بؤرة من بؤر خراب العراق بسبب النظام المحاصصي والطائفي، حيث بنيت زيادة عدد أعضاء الهيئة العامة على المنطق الطائفي والعرقي والمناطقي نفسه، وبذلك سيكون حال الاتحاد القادم يشبه حال الحكومات العراقية المتعاقبة الذي تشكلت وفق النظام الطائفي البغيض، وهو الأمر الذي يعني ابعاد الكفاءات الرياضية، مثلما أبعدت الكفاءات التكنوقراطية من وزارات الحكومات العراقية.