في قاموس الحياة التي أسلكها، لايوجد لمفردة الطائفية تصنيف ولامعنى ولاوجود.
واحد وثلاثون عاما من مسيرة حياة مثالية لو سطرتها أحرفا لأصبحت مدينة مثالية للمواطنة الحقة، قائلة قولي هذا لاتبرجا، أو تزلفا أو خشية لوم لائم، بل هي اشراقة دائمة تخضرمت في كينونتي.
لقد فاجئتني الطائفية بتكشير أنيابها منذ العام 2006 إذ تساقط الشباب من علي الأمل كتساقط الرطب الجني في لهيب حرارة تموز.
كثرت الثكالى ذارفات دموع الحسرة على فلذات الأكباد الذين احتوتهم القوائم المعدة من جمهوريات الخوف ومملكات الخيبة.
كان سلام كأقرانه، خطفه خفافيش الموت الذين لايرون، وانتفضت روحه زوبعة بأزيز المثقاب.
هنا أستعار قاموس حياتي مفردة الهلع والخوف والموت وأزيز المثاقيب، هنا فقط عرفت ما تعنيه الطائفية المقيتة التي كانت تجدول للعراق بأرواح الزهور مستقبلا تتلاقفه الرياح وتقطعه السكاكين، وتغرز في أوردته خناجر اللؤم.
كانت الأرواح تنتفض الى السماء والأجساد تسجى في رمال الوطن شاهدة على من تقاسموا كعكة الوطن صراحة وبملء فمهم كبائع ماء السبيل، يسبل الماء ثوابا ويقبض ثمنه من المشتري.
كم تتشابه الصور وتتبادل المعاني ووطني معروض للسبيل، ترسم حدوده الجديدة سيوف الإرهاب ويمجد بتحقيق تجزئته رجالات الوطن الديمقراطي الذين ومنذ العام 2006 يطالبون بالتقسيم الطائفي ومازالوا يتفاخرون بنظرياتهم في المحافل السياسية. سيبدأ الوطن ببناء أسواره الداخلية باسم الامن، مايلبث أن يضحى واقعا يحتاج كل منا الى إجازة لعبور الأسوار وربما جواز سفر وموافقة الجار الذي كان بالأمس من أهل البيت!
وطني، أعذر تعجل مقلي ففيض دمعها موروث منك، واسمح لجرأة مفردتي أن يجابه صدرها رصاص عمى الانتقاد، فأنت العراق الواحد الأحد.