كل يوم لنا عيد ننحب فيه ونوقد جذوات أحزاننا!
أنتظره غيثا، كشجرة في صحراء الحيرة، لكن الموعد تهشمت زجاجته وتوقفت العقارب.
جمود رغم حرارة الأمل، انبعاثه يبحث في الانتظار عن ابتسامة محني ظهرها من أثقال تراكمات السنين.
لوحت أبتغي معانقة ساعة الرحيل، حاولت لفت انتباهه، لا أريد أكثر من طبع قبلة وإن كانت من بعيد، ولو على جبينه، لكنه لم يطيق الصبر ولم يحتمل الانتظار.
إنه جزء من برهة ووردة لا يهمني لونها.. ولا رائحتها!
أفضلها كابتسامة شفافة وان قست كالماس.
يلقي بثقل وزره على كتفي المتهالك، كلانا حلم محال.
تباعدنا هوسا وبقي شغاف الحرير يحتوي المساحات، ويطوي الزمن بموقد المساء، نتحدى الفناء.
تحيا وردتي وتشمخ من بين ركام البركان، ترتجف فلا غبار ولا دخان، تبحث عن أجنحة شوق تنقلها حيثما تمنينا، تتنفس وتمتلأ شهيق القلق، تأخذها الغفلة وتنسى.
خوفا بلا ماء يصيبها الشحوب وتذبل اصابعها في صمت اللهفة.
يتحشرج متسكعا صوت غريب، يخبرها عن لوعة الاشتياق فتصمت باكية، تفهمه أن لنا كل يوم نحيب!.
ما زلت في رمال الانتظار أسمع دمعي اغرورق في همسات الوطن، وحشاشتي يأكلها عطش الألم، وجع أتأمله أقسى من تحمل احزمتي والرحيل الذي يشدني بعكس اتجاه بوصلة المنامات.
اشتاق لتقبيل سمرته التي ذهبَتها الشمس، وأغفو بعسل عينيه، كي يتلاقني تلألأ بريقهما وأرمي جزعي العقيم، فيولد في اللحظة عام من فوهة عمياء، لا يفقه الحرف ويتمتم بما يشاء.
عبثية السنين تنقلنا في لحظات السطور لما نشاء، أنحب في عيدي كربلاء، وردة مازالت تصبو لقطرات من سيول الدماء، مفجوعة من بلد يشترى ويباع.
سأبقى أتأمل السحاب وحكايات الوطن، سأبتسم باكية صبرا بالانتظار رغم يقين الانتحار.
سلاما أيها المعفرون بمسك العراق، لكم وحدكم الحب وعيده وكل ما حمله الشغاف.
تعليق الناقد عباس داخل حسن حول المقال أعلاه
انا منحاز لمقامات المبدعة "وداد الفرحان " لانها تمثل الحب الانساني الصادق والالم الذي نشترك به نحن بني الانسان وللعراقي حزنه وألمه وعشقه الخاص الذي لا يشبهه احد فيه .. حزن متوارث من أسلافنا السومريين " حزن معدان" ...
فلاغرابة ان نواجه راهننا القاسي كالماس او اقسى ونتغلب عليه وهذه معجزة العراقي الذي حيرت العالم .. فَلَو مر اي شعب او امة بما مر به العراق لتحلل واختفى منذ زمن طويل .
ابت العراقية الاقحوانة " وداد الفرحان " الا ان تكون عراقية تتنفس بشهيق وزفير العراق الذي نقدم له القربان والشهداء على مر العصور وبمناسبة يوم الشهيد فتحت طلسم الحب العراقي الذي حير العالم
"وداد الفرحان" كشفت السر او كما يقول المثل العراقي " اذا عرف السبب بطل العجب "
انه سر الوردة وسط الركام تحارب بابتسامة من اجل غد أفضل ترى فيه وهج الفرح في عيون الأطفال والزوجات والامهات .. " تتنفس وتمتلأ شهيق القلق وتنسى " او بالأحرى تسامح رغم اننا نعرف ان التسامح مع الأشرار لايجلب الخير وبتنا مثقلين بارواحنا المتسامحة .. ترمي جزعها من بلد يشترى ويباع على أيدي الجواسيس والخونة " الكتل الطائفية الحاكمة " بلد بات يقمع الجمال والتاريخ والتراث والبشر بفرمان من الاسلام السياسي ويزدري الجمال والحب ؛ تسلحت بابتسامتها في وجه هؤلاء رغم جذوات الاحزان وكأنها تقول هذا خبزنا الانساني للعيش بعناد رغم كل القبح وتراكمات سنينه التي حلت بالعراق والعراقيين . ابتسامة تؤكد عناد العراقي على صنع الامل والحياة ، بلسم للمكلومين وتراتيل رحمة للشهداء والمعاقين بسبب حروب الطغيان العبثي
تتأمل السحاب وترميه بالأمنيات عسى ان تمطر على ارض العراق الذي يحتضن شهداءه الابرار "سلاما ايها المعفرون بمسك العراق "
إذن هو الالم والامل والجرح العراقي الذي في داخل كل عراقي شريف اينما وجد وكما يقول ادم بارفين :
الجرح هو الحد بين الحياة والموت- ولكنه كذلك يرفض ان يكون الحد ويسمح للحياة والموت بالتواصل في فضاءمرعب.
إذن بات العراقي في الداخل والخارج يعيش فضاءه المرعب وجرحه الذي لايندمل ...
فاشفق علينا ايها الرب وارحمنا نحن أبناءك المحبين للعراق وهذه خطيئتنا الوحيدة .
الرحمة والسكينة لأرواح شهداء العراق والإنسانية جمعاء
شكرًا لك الفاضلة المبدعة "وداد الفرحان" لأنك علمتينا ان نحارب بأقوى الأسلحة " الابتسامة ".