سأرتدي البياض وبين أسى البعد والحنين الى شطآن الوطن يحملني الحماس لأكون معكم أيها النوارس البيضاء، تنطلق حناجرنا رفضا لوجود الحيتان في مجرى النهر.
الموج العنيد يصحو ليمتد ذراعا يحتوي الاجنحة، يسير من المنبع للمصب مع نسمات الصباح وانعكاسات خيوط الذهب.
نلهو كأطفال العيد لا ترهبنا الزوابع العابرة، ولا يحدنا المستحيل، نحلق في مدى طويل، أفق الوطن الجميل، نبحث عن رغيف الأحرار بين قضبان القهر وقسوة المطاحن.
رعشة الشوق تدق طبول الفؤاد وصرخاتكم توقظ الليل الذي أسدل عباءة الظلم على موجاتنا الناعسة.
لن ينام الماء وسيره يطهر الشطآن من آثام خفافيش الغفلة التي استباحت الطين.
لن تهدأ النوارس ونهرها الطاهر دنسه اللئام في غيبة الضمير.
سأرتدي القميص وأحمل البياض راية الوركاء، ونطرد الجائعين لنهبنا، سنوقظ الضياء، وكلنا أجنحة بيضاء من بصرة السياب ننتظر المطر ونطوي محنة اليتيم والأرامل،
ونخرج الشهيد في زفة عرس، كي نصلي بين نوره، ويعرف الدجال أن الموت في حب الوطن ليس تفجيرا لروح نزعتها مثاقيب الليل اللئيمة.
يا نوارس أمتي، لاتكلّوا، ارفعوا الأصوات واسمعوهم أنكم أعمدة الصرح الجديد.
سيغيب نورس أو يطلق النار عليه فاجر، لكن صوت الحق يبقى في مآذن السماء يردده الوطن.
سنزرع الورد ونغفو في رموش المدن الثائرة، ونسير كل يوم بضياء الصبح نحمل قلوبنا للعراق بقمصاننا البيضاء.