علاقة تشابهية تربط ماجد، اللعبة الخشبية -التي كنت مولعة بمشاهدة حلقاتها الكارتونية في ثمانينيات القرن الماضي- وعدد من السياسيين العراقيين الحاليين.
ففي الوقت الذي كنت أشاهد ماجد مقاوما للريح، يصارع من أجل البقاء، أتفاعل معه وأضع يدي على صدري، أحس بقلبي تتسارع ضرباته، خوفا على قطعه الخشبية من التفكك والتهشم والتطاير بمهب الريح، كنت أتعاطف مع السياسيين عندما كانوا معارضة، وهم يعيشون في بلدان الشتات يتعرضون الى المطاردة من النظام الديكتاتوري المخلوع، يصارعون من أجل البقاء.
كان التشابه بين ماجد، اللعبة الخشبية وبينهم كبيرا، فالكل كان لاحول له ولا قوة، يعيش بالرعب وله أحلام كانت بعيدة المنال والتحقيق. لقد كانت أغنية المقدمة لمسلسل ماجد تحمل أمنيته فتقول: يوما ما، أصبح إنسان.. محبوب ووديع، جميل، فتان.. سأجمع مالاً، وسأسكن قصرا.. ألعب فيه، وبه بستان.
بينما كان بعض ممن محسوب على المعارضة يحلم بإسقاط النظام ولم نعلم بماذا كان يحلم بغير ذلك لأننا لم نسمع أغنية لهم كما كنا نسمع أغنية ماجد.
عاد هؤلاء البعض الى العراق كما كانوا يحلمون، بينما لم يعد ماجد ليحقق حلمه، ولم يصبح إنسانا، ولم يجمع مالا ولم يسكن قصرا فيه يلعب وبه بستان، بينما أضحى السياسيون في ربيع تحقيق الأحلام التي لم يصرحوا عنها من قبل، فصار لكل منهم قصرا فيه بستان، وبه يلعب! ولم يجمعوا مالا، بل نهبوا وطنا، لم يتحقق حلم ماجد أن يلعب فيه، وصار مهزلة بين الأوطان.
ماجد، لعبة خشبية.. موهبة ربانية، وغيره صار لعبة أجنبية، موهبة شيطانية في حلقات مسلسلها الكارتوني الأخير.