استعار العراقيون الفعل "قرض" للتعبير عمن يغتاب أو يتهم الناس بغيابهم تشبيها بقرض الجرذان المؤذي، إذ يقال أحيانا "بعده ما دار ظهره، قرضه!" أي اغتابه أو أعابه بقول.
وتعتبر الجرذان من أكثر القوارض انتشارا في العالم، فعلها القرض للحفاظ على أنيابها.
لم تترك مكانا خاليا من البشر إلا وسكنته، فتجدها في المخازن والمساكن والمجاري وعلى سطح الارض وتحتها لكن مسكنها ارتبط دوما بالمياه الآسنة النتنة.
لا فائدة لها في الحياة الطبيعة، وما دورها سوى التدمير ومهاجمه الممتلكات واتلاف مخزونات الناس وأسلاك الهواتف والكهرباء لكن الاخطر من ذلك كله هو نقلها للأمراض الفتاكة.
وهي لا تقرض لشيء سوى لبرد اسنانها التي تطول وتعيق فمها، هذه هي طبيعتها في الحياة.
لكن من فوائدها ماعدا استخدامها في المختبرات العلمية أنها أصبحت مثالا لبعض النكرات من البشر الذين يمارسون دورا شبيها بدورها عبر وسائل الانترنت المباحة ضد الأبرياء من الناس من خلال التشهير والقذف والاتهامات الباطلة.
يتشابه هذا النفر النكرة مع الجرذ، فالجرذ لا يقرض أمام أعين الناس، بل يخرج من المياه الآسنة في الظلام ليتم فعلته ويعود مذعورا الى مجاريه، مثله كالذي يقذف الناس من على وسائل التواصل الاجتماعي ويختفي بجحره النتن مذعورا، مرة أخرى، ليعود الى مكان آخر يؤدي قرضه وايذائه للآخرين من خلال نشر اتهام باطل هنا، أو تعليق نتن هناك.
الجرذ والنكرة من البشر، جبانان يخافان ضوء الشمس، وكلاهما لا فائدة ترتجى منهما سوى أن الجرذ تجرى عليه اختبارات تفيد البشرية تنتهي بموته في الأخير، بينما النكرات يصولون ويجولون في المواقع برائحتهم المزكمة للأنوف يلوثون الجمال ويتحايلون للوصول الى القِمم وهم مختبئون بالقُمم، يتلذذون بنشر السلوكيات السلبية في إيذاء وازعاج الآخرين لتحقيق اغراضهم الخاصة في عالم الانحراف الأخلاقي.