لم أنم،
ترقبت لحظات الفجر وانتظرت النصر الموعود.
النوم على الوسادة يعني انطلاق الروح الى عالم الملكوت حتى تعود بأحلامها عند شروق الشمس.
لم تكن لي الرغبة أن أحلم في هذه الليلة، بقيت أصارع الوسن حتى صدحت حناجر الصناديد تعانق صرخات السبايا في زنازين الجهل والتخلف، في فجر يوم العهد.
جاء السومريون والكلدانيون والآشوريون كتفا لكتف مع رجال الجبل الأشم، جاء العراق كله توحده الموصل، نبضه الشمالي، عروسه الشقراء، المتمايلة كسنابل قمح الربيعين.
وما بين الخيط الأبيض والأسود من الفجر، شموس أضاءت المكان وبراكين غضب، تدافعت نحو الشهادة من أجل وحدة العراق.
لم ننساك يوما، ربما أشغلتنا عنك مكائد الحاقدين والحاسدين والدجالين والمشعوذين.
لكنك كنت مقلنا ودمعنا الذي يخشى الجفاف. عشقنا وشمسنا وشريان العراق،
جاءك الفرسان يغسلون بدلة زفافك التي لوثها أبناء أبيهم،
سيعيدونك الى هودجك بزفة تتماسك أذرع العراقيين جميعا على موسيقى مزمار كردستاني يدبكون فرحا لخلاصك،
وعلى أرضك حناء الشهادة يبقى أثرنا الموسوم مع أضرحة الأنبياء الذين اختاروا أن يفنون في أرضك حيث السلام.
سلاما أم الربيعين، سلاما ايتها الحدباء، أبناء العراق الذين توحدوا بك أضاءوا ربيعا ثالثا وموسما لحصاد النصر المبين.