نتعايش في أيامنا مع ظاهرة التقلب والازدواج في الشخصية احيانا، فنرى سعة الصدر والابتسامة والكرم والشهامة في مرحلة تكاد تختفي في مرحلة أخرى للتحول الى ظاهرة من ضيق الصدر وعبوس الوجه والعدائية.
ان هذه الظاهرة أصبحت عادة لا نتفاجأ بها، فكم من أولئك الذين نسمع عن حسن أخلاقهم وكرمهم وابتسامتهم وجميل معاشرتهم للآخرين، أما مع أقرب الناس إليهم كالوالدين والأزواج والأخوة والأصدقاء فجفاء وهجر وبعد.
ومن الازدواجية، نرى المرأة أحيانا، تعكس شخصيتها بشكل ظاهري كمثقفة، متعلمة وجميلة، بل انها تنفق الغالي والنفيس من أجل الجمال والأناقة، لكنها عند المعاشرة تظهر أنها سيئة الطباع سريعة الغضب ، تتذمر وتتسخط، ووو..
إن من يعيش الازدواجية، يسن تبرير تقلب مزاجيته، ويعمل جاهدا ان يقنع الآخرين بها!
اعتبر اينشتاين الاخلاق شيئا اساسيا لا غنى عنه لبقاء الانسانية، حيث بذل جهدا كبيرا لصياغة موقف متماسك عن العلاقة بين الاخلاق والعلوم والدين. فهو يرى ان الاخلاق يجب ان تبتعد عن الدين وتُعامل قدر الإمكان كمسألة دنيوية في جلب الاستقامة والسعادة لكل الناس.
يقول طه عبد الرحمن عن كمال الانسان" الإنسان الذي لا تكون له نظرة جمالية إلى الأشياء في نفسه وفي أفقه، لا أظن أنه يكون إنساناً كاملاً” لقد صارت العقلانية هوى في النفوس تتخذه إلهاً، وصارت صنمية خفية تضاهي الصنمية الظاهرة.
تختزل بعض العقول انماط الاخلاق والفضيلة عندهم دون سواهم بل وتفرض وتؤثر على الاخرين اتباع أفكارهم وما تقرره سراديب افكارهم متلذذين في المخالفة الإنسانية والعيش بالازدواجية التي ما تلبث ان تكتشف فيعيش فيها المتشابهون على قاعدة "الطيور على أشكالها تقع".