سأترك كل كوابيس الليل والنهار المتكدسة في ذاكرة الماضي، وأمحوها في زلال الأمل.
سألفظ الهموم المتصدأ تاريخها في ذاكرتي، وأودع عتمة الحزن الموروث، أمحو آثر الجراحات التي ما زالت ترفض الاندمال.
عام جديد، تتسارع رقاصات زمني في انتظاره على قارعة الحلم، تنثر تأملاتي اليه رذاذ السلام على أجنحة الطيف. وبإطلالته سأوفي بالنذور، وأوزع خبز العباس في شوارع النصر. شموع الرحمة، أوقدها باتساع الأرض، فهم رحلوا كي نستنشق الامان.
وسادة الليل الأخير، يغيب اللؤم والحقد والوجع، وفي الأفق البعيد تُذعر الغربان هربا من اجنحة النوارس التي غطت السماء.. سماء توشحت بشيلة الأمهات تحتضن الفلذات.. بياض في بياض، فرس النصر بجناحيه يقترب الى أرض الرجاء، صهيله يملأ الأرجاء.
هل أودعك رغم ألمك الذي نخر عظام صلادتي؟
سيأتي الفجر ويبقى أثر الرحيل، لن أرش الماء بعدك ولن أرمي الحجارة، خذ مأساتي بعيدا معك.
سأوقد شموع خضر الياس، عند سفح دجلة أغنيه، وأرقص مع أمواجه بانتظار ذهب الصباح الذائب في أعماقه تحت زوارق الصيادين.
تراتيل فيروز الصباحية وغضبها الساطع يأتيني بأخبار الغَضَافِر من ساحة الوغى، تتلوها زغاريد اللاهثات انتظارا، هل عادوا سالمين!، أم معفرين بحناء الأرض ترفرف اجنحتهم فراشات حائمة حول نور العلى.
أيها العام الجديد، كن لنا ولا علينا، نتأملك سلاما، وسلام علينا وعلى ارض السلام.