احتفل العالم بيوم الأرض الذي يستهدف نشر الوعي والاهتمام بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض الذي نشترك فيه بعوامل الجغرافية والتاريخ والإنسانية، ومنذ أن أسس لهذا اليوم السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون في 22 نيسان 1970 بعد زيارة ولاية كاليفورنيا عام 1969م، إذ تملكه الغضب والذعر وهو يشاهد كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي مما يشكل تهديدا خطيرا على البيئة وعلى حياة الكائنات الحية التي تعتمد على الماء بيئة لها.
عندما قررت واشنطن آنذاك اعتماد قانون ينص على الاحتفال في هذا التاريخ من كل عام كعيد قومي للاحتفال بكوكب الأرض، سرعان ما تبنته الدول الأخرى للاحتفال به لما يتضمنه من أهداف إنسانية مشتركة. وبالوقت الذي يحافظ العالم على البيئة وعلى حقوق الانسان، يغيب عنا هذا المشهد في عراق اليوم الذي يأن من إشكاليات فوضوية في كل شيء، تلول القمامة تملأ الأحياء أصبحت مصدر رزق للعديد يعتاشون على تلوثها، والطيور المهاجرة المسالمة الى أهوارنا دخلت ضمن قائمة المجازر التي أتعب التاريخ تدوينها.
أما النفط المسرب الى المياه أضحى لوحات قوس قزحية تلاعبه الشمس بانعكاسات فنية تجسد التلوث بكل معانيه. أين نحن من الوعي والاهتمام بالأرض التي كرمها الخالق حتى استوى على العرش.
ماذا قدمنا للأرض، بل ماذا قدمنا لأنفسنا، هل غرسنا شتلة، أو بذرنا بذرة مساهمة في جعل الأرض أكثر جمالا بعد أن نضع اسلحتنا الفتاكة، قتالية كانت أم لفظية، جانبا لنعيش نعمة الأرض التي وهبت لنا، نتقاسم ما تدره علينا من درر؟
اننا نساهم بأضعف الايمان لأن قلوبنا غير قادرة على توجيه فعلنا لا بالقول ولا باليد.