مر علينا يوم 23 نيسان صامتا دون أن نلتفت اليه رغم أهميته لأنه يشكل عيدا احتفاليا منذ أن قررت اليونسكو في العام 1995اعتماده يوما عالميا للكتاب.
تأتي أهمية الكتاب منذ القدم من خلال تشييد المكتبات التي تعكس حضارات الشعوب وثقافاتهم.
وأولت الحكومات الوطنية عبر التاريخ اهتماما بالغا بنقل معرفة الحضارات الأخرى من خلال الترجمة وتأسيس مجمعات علمية ترعى فيها الجوانب الفلسفية لمصادر التدوين الحضاري بمختلف مناحي المعرفة والعلوم والثقافة.
فبالإضافة الى أهميته كمحور في التربية والتعليم، يعتبر الكتاب أداة ترفيهية مهمة وشريك لسد الفراغ، ماعدا أهميته في تقدّم الإنسان ورقيّه حتى أن نهل المعرفة منه تنعكس على شخصية المتلقي.
وكان لمكتبة بغداد في العصر العباسي الدور العظيم في تعريف العالم بثقافة وداي الرافدين من خلال ازدهارها إذ احتوت الملايين من المجلدات في زمن لم يكن للطباعة يد في انتاجها حيث ترجمت الكتب من اليونانية والسريانية والهندية والسنسكريتية والفارسية واللاتينية وغيرها الى اللغة العربية.
مثلهم كالمغول، الذين ألقوا بكتب بغداد جميعا في نهر دجله، قام الداعشيون بإتلاف كل ما يمت للعلم والمعرفة والتاريخ، لا لشيء سوى أنهم لا يقرأون ولا يريدون التعلم... هدفهم الوحيد التخريب وحجب كل ما له صلة في فتح منافذ النور في عقل الانسان.
وفي الوقت الذي يجتهد البعض في خلق مناسبات للكتاب في العراق مثل "أنا أقرأ"، نتمنى أن يعود الكتاب الى حياته شريكا لكل عراقي وخير جليس، في الوقت الذي ننحني لمن يشعل في طريق المعرفة شمعة من خلال التبرع بالكتب الى الجامعات المنهوبة كي يعاد لها النور، فالعلم نور نحتاج اضاءاته في حياتنا الراهنة.