يحتفل العالم هذه الأيام بالأسبوع الدولي للعائلات تحت شعار "الصحة والتعليم للعائلات" حيث تولي منظمة الأمم المتحدة هذه المناسبة أهمية بالغة لما تشكله الأسرة من مكانة في تكوين المجتمع الدولي.
ويعتبر أسبوع العائلات الوطني في أستراليا متنفسا حقيقيا للاحتفال مع العائلة والأصدقاء، والمشاركة في الأنشطة العامة لتعزيز الأواصر داخل المجتمع الأوسع. وبما أننا اخترنا استراليا بدلنا الثاني، كان لزاما علينا الالتزام بقيمه والاحتفاظ بوحدته بعيدا عن الأمراض الاجتماعية الموروثة والمزمنة التي انتقلت في ملفات هجرتنا فباتت لصيقة بالشخصية التي ما انفكت من انصهارها بسرطانات النفاق والانتقاص وغيرها التي لم تعالج في مجتمع نريد منه ولا نعطيه.
وفي الوقت الذي نحتفل بهذا الأسبوع المهم دوليا، تشير تقارير اليونيسيف الى أن واحدا من بين خمسة أطفال عراقيين على الأقل يتعرض الى المخاطر المتمثلة بالموت، والاصابة، والاعتداءات الجنسية إضافة الى الاختطاف، حيث يشير التقرير الى ما تعداده 1500 طفل تم اختطافهم من الأماكن العامة أو من مناطق سكناهم منذ العام 2014.
وبما أن الطفل يشكل ركنا من أركان الأسرة، فالمرأة أيضا كعضو مهم تتعرض الى أنواع من المخاطر في المجتمع العراقي، إذ يشير التقرير الى أن الحوادث ضد المرأة تم توثيقها وتشمل الاعتداءات الجنسية والاختطاف والسبي وغيرها من المخاطر.
ومن الأسرة العراقية لم يبق غير الرجل الذي هو كبقية افراد اسرته يعاني من مصاعب الحياة وقلة الحيلة أمام جبروت الخلل الإداري والفساد السياسي، بالوقت الذي يقف غالبيتهم دفاعا عن شرف النساء والأطفال في ساحات الوغى التي رفعت هامة العراق وهو يتحرر من براثن الإرهاب الذي جلب كل المخاطر الى المجتمع العراقي.
في الأسبوع العالمي للعائلة، نطمح أن تعود الفة صباحات بغداد حيث رائحة الرازقي والابتسامة وصوت فيروز العظيمة، ثم الى جمعة المتنبي ورائحة الشاي المهيل في وطن آمن مستقر تحفه أجنحة السلام وتحلق في سمائه أحلامنا.