عادة ما يطرق مسامعنا عبارة اللحمة الوطنية كتعبير عن وحدة الأفراد ضمن مجموعة واحدة تشكل بالنتيجة أمة أو شعبا ما، أمّا الوطنيّة فهي الكلمة المشتقة من وطن وهي المساحة الجغرافية التي يجتمع الشعب في حدودها تحت جنسيّة واحدة. وان يدين الشعب بالولاء والانتماء والانصهار بكل ما لديه من أجل هذا الهدف الذي من خلاله تبنى الركائز الأساسيّة لبناء الدولة.
ان المفارقات والمضامين هي جزء من القواسم المشتركة التي ترسخ القيم التي تؤدي الى بناء المجتمع وتشييد دولة ذات سيادة، بعيدا عن الحسابات الضيقة أو الإذعان للمؤثرات الخارجية.
ما يشار اليه بالتقدير في استراليا هو استقالة نواب من مناصبهم بعد التأكد من حملهم جنسية أكثر من بلد. تمت الاستقالة بهدوء وشفافية دون أن يتعنت النائب بمنصبه ولم يطلب من عشيرته ولا حزبه المدجج بالسلاح حمابة ذلك المنصب والإصرار على البقاء رغم انف المواطن والقانون.
وفي العراق ونحن نقترب على الانتخابات، مازال صوت الشعب مغيبا، ومازال النواب هم الذين يتسلقون المناصب منذ العام 2003 ولغاية يومنا هذا وان تغيرت الوجوه، لكن المناداة بالإصلاح، كانت كالنفخ بقربة مثقوبة، أو كما "كنت قد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي".
أننا كإعلام مغترب سنكون حشدا ظهيرا لرسم الخطوط الوطنية السليمة من خلال تفاعل المواطنين العراقيين من أجل أن نقضي أو نعالج السرطان التخريبي في مؤسسات الدولة الذي أدى الى انتكاسة اقتصادية واجتماعية وسياسية جلية، أثرت بالنفوس وأصابت لحمتنا الوطنية بلوثة الفرقة، بينما انتصارات أبطالنا على الإرهاب قد اعادت الشهيق الى رئتي لحمتنا، وعليه فإننا مطالبون ان نلتحم لفرز الغث من السمين من أجل مصلحة الوطن.