في السابع عشر من شهر أيلول من كل عام، تحتفل أستراليا بيوم المواطنة الأسترالي، تذكيرا بأهمية اكتساب الجنسية الأسترالية.
وهي دعوة للتعمق والتعايش بالقواسم الانسانية والديمقراطية السائدة في المجتمع المتعدد الثقافات، والمبادئ المشتركة التي تجمع بين كل المواطنين الأستراليين، بغض النظر عن جذورهم ومن أية بقعة من أصقاع الأرض.
ويعتبر يوم المواطنة الأسترالي مناسبة رسمية مهمة، غايتها تعزيز شعور المواطنة الصالحة، عبر تقديم النماذج الوطنية التي تدفع بعربة الإنجاز والنجاح إلى الأمام، رايتها الوطن ولا شيء سواه، والتي تسهم في بناء أستراليا، كدولة ذات شأن انساني وعالمي، من خلال المشاركة العملية على تحسين وتطوير المجتمع المحلي المتكون من جاليات عرقية مختلفة، وربما متباعدة لكنها متناغمة.
إن المواطنة هي امتياز متحقق، وليست حقا مكتسبا فحسب، ففي مثل هذا اليوم تعمل استراليا بكل طاقاتها، لنمذجة "المواطنة" في ارض واقعها المتعدد الثقافات والاعراق والديانات. لذلك تجد نجاحات العلم والرياضة والفن والادب من شخصيات متعددة العرقيات، جمعتهم المواطنة تحت راية الوطن الذي انتهوا إليه.
وتشجع جميع الأستراليين للانضمام الى بعضهم البعض، والاحتفاء بالمواطنين الجدد الذين يتوخى منهم السير على النهج الديمقراطي، والالتزام بأستراليا كموطن يستحق منا تقديم جل جهدنا وخدماتنا واخلاصنا.
أطلقت هذه المناسبة كاحتفالية سنوية لأول مرة في العام 2001، وكان الغرض منها زيادة الوعي المجتمعي بالانتماء والمواطنة، من خلال استذكار هذا اليوم كنقطة انطلاق رئيسية في منهاج حياتي جديد، تؤطره عناصر مختلفة، تزيد من التصاق المواطن بمواطنيته، ويكون يوما متميزا وعيدا تمارس خلاله الأنشطة المجتمعية، والاحتفالات التي تمتزج بها التقاليد والموروثات المجتمعية، مع الواقع الجديد بكل الوانه وزخارفه من مشارق الارض ومغاربها.
في يوم المواطنة، تتحقق الاحلام التائهة، كالنسمات تنقلهم الى طريق انساني جديد تسوده الالفة والابتسامة، يحملون شهادات مواطنيتهم بيمينهم، مع الاخر المختلف من لون وعرق ودين، يوحدهم وطن يمسكون بدفة سفينته، نحو شاطئ السلام والحرية والكرامة التي فقدها الكثير منهم في بلدانهم الأصل. فمتى تحترم بلداننا مواطنيها وتؤسس على الاحتفال بيوم كهذا، تذكيرا وحبا والتصاقا بأوطان لم يرتو ترابها بعد، من دماء قوافل الشهداء التي مازالت تصطف لأخذ دورها في كل يوم؟