لاس فيغاس، مدينة لا تنام ولا يغيب الضوء عن ليلها، كأنها الحلم الجميل الذي يتحقق امام أعين زوارها.
ليلها صاخب ونهارها قوس قزح، كأنما صممت ليعانق مشهدها أفئدة الباحثين عن الجمال بعيدا عن عتمة الضغوط، وتشابك الحيرة بالقلق.
ضوضاؤها سمفونيات تغازل السمع، وابتسامتها يتناثر منها الندى في صباحات تبعث الأمل.
تجولت بها وزرت كل معالمها برمشة طرف امتدت أسبوعا كاملا، ثم أفقت بعيدا عنها أرسم في ذاكرتي كل لحظاتها التي لا تنسى.
لا مكان للكره هناك، لاوجود لوجوه عابسة، أو شحاذين يقطعون عليك انسيابية المسير، ولا قمامة خائفة تختفي بين الأزقة وخلف البنايات، بل تجد صورة لم يرسمها الخيال ولم تأت على بال، مدينة لم تخطط لتكون على أرض.
كم تلاطمت أمواج الصور المخزونة في قاع الذاكرة وتناثرت أشلاء الورود، يختلط الحزن بالمأساة وترحل عاصفة الإرهاب تاركة سخامها على شفاه المدينة. الإرهاب يكره الفرح، يحقد عليه، يؤجج كل غضبه ضده، ويمزقه في باحات الابتهاج، أين يفرح الناس وفي كل نافذة فوهة إرهاب، أي أرض يسلكون وفي كل خطوة لغم حقد ينتظر اللحظة.
وكما فيها، في كل بقعة جمال من عراقنا، نحر الفرح على قارعات الإرهاب، واستلبت الابتسامة التي بقيت يتيمة، نصارع بها حقد الحاقدين ونرد بأسهم فيها الى نحورهم.
وكما حلم لاس فيغاس، سيكون حلم بغداد أبهى، تحج إليه أفئدة العاشقين تتوضأ بدجلته خالدة الطهر.