يقال ان النحلة التي لا تجد حولها الازاهير، تعجز عن امتصاص الرحيق لتنتج الشهد.
نعرف تماما ان المنحى الذي تتخذه أساليب التكريم، تختلف وفق الاطر والظروف المحيطة، سواء أكانت بمحدودية أم على الملأ أم في حفل تكريم خاص!.
ونعرف ايضا ان بعض الطبائع المختلفة التي ترافق التكريم تحدد قيمة المنجز، كما يتحدد الشهد بنوع الرحيق.
وكثيرًا ما تكون القيمة المعنوية اكثر دلالة، وخاصة عند المكافأ الذي لا يبحث عن ثمن.
إن الإشارات التي نستشعرها من مثالية المنجز، هي التي تعبر عنها جماليات الحياة والوانها المتفاعلة، وفق السياقات والطقوس التي تعزز العلاقة المجتمعية والانتماء اليها جزئيا أو كليا.
لقد حزت على الدكتوراه الفخرية من لدن (معهد التاريخ للعلماء والمؤرخين) مؤخرا، وكم سعدت بذلك، تطايرت فرحا للجهد المضني الذي اعتبره من يقطن الجانب الاخر من المعمورة متميزا، كي يصل بي إلى هدف لم يدر في خلدي يوما، لكنه تحقق عبر سنوات طِوال من العمل في الإصدار والتحرير والكتابة، وصولا الى هذا الاستحقاق الكريم.
اما ما زادني غبطة وابتهاجا، تلك الزهور الربيعية التي تفتحت اوراقها، واغدقت برحيق تكريمها لأصير شهد الاستمرار الأصيل.
هكذا كانت الرموز النسائية اللبنانية، السياسية منها والاكاديمية والثقافية والفنية تحيطني بعبقها في احتفالية خاصة لتكريم التكريم على الملأ الزهور، فكانت الاناقة رمزها والحب اساسها والتقدير عنوانها، وكانت سيدة الاحتفاء ميرنا الشعار نموذجا باهرا ومتميزا، بحسن ضيافتها وجمال بريق شفافيتها.
ويبقى النظر في المحيط هو من يستطيع تحقيق لحظة اقتناص الصور المختلفة، ليس كالنظر في المرآة الذي يعتمد على انعكاس صورة الناظر فيها.
وانا في بهجتي، تساءلت بسري:
هل ينتج النحل شهدا في غياب الزهور؟