الانتخابات قادمة، شئنا أم أبينا! شاركنا أم لم نشارك! لكن ما نتمناه من نتائجها، هو الخروج من مأزق الاختلافات، والرغبة بالوصول الى سدة الحكم، لغايات بنفس يعقوب الأحزاب والكتل، دون الالتفات الى الإصلاح أو التغيير أو التجديد، حتى وإن كانت الشعارات والدعايات الانتخابية ترمز لذلك.
إن الإصلاح والتجديد ليس بالحالة المستحيلة، وليس بالضرورة تغييرا جوهريا للواقع المفروض، ولا تبديلا للنهج السياسي القائم، بل إن انتهاجه بطريقة إبداعية مجردة، يؤدي الى التوليف بين المكونات بطريقة انتاج مقبول من السواد الأعظم للمستفيدين من نتائجه.
لا نريد عطارا لا يصلح ما أفسده الدهر، بل نريد مصلحا يتوسد المنية من أجل جملة من التغييرات، يدخلها على النظام القائم الذي لم يجد على مدى سنوات بقائه مقبولية ولا رضا.
إن التغيير الحقيقي يصاحبه صراع ومقاومة، تعيد الحياة المجتمعية الى مربع البدء، ما يشكل عاصفة لا تبقي دولة ولاتذر، تأكل أخضر المجتمع ويابسه.
ونحن كما في التجربة، نغيّر الانظمة بالعنف، لكننا لا نغيّر ما بأنفسنا، فيتسلط علينا كيفما نكون.
لذا يكون التغيير سلاحا فتاكا، إذا ما استخدمت أدواته من قبل الجهلة، ويكون كما يقول المثل العراقي:
(الماطور كتّال صاحبه)، يبدأ بإنهاء حياة المتصدين لهذا التغيير، وينتهي بحصد نفوس لا ناقة لها ولا جمل.
فهل نتائج انتخاباتنا ستوصلنا الى الاصلاح والتجديد؟ أم التغيير!
أم الى الوراء در!