قلما يشد المتلقي خطاب سياسي، لاسيما عندما تتحدث تلك الخطابات الرنانة عن مرحلة الانتخابات والبرامج المعدة من الجهات التي تخوض في حمى الصراع الانتخابي.
إلا أنني وقفت عند سلسلة احداث موثقة بقرائن ودلائل، وهدف منشود يجمع كل المقاصد بدراية واقعية، واطلاع لافت، وسلاسة طرح قل نظيرها.
لا ينكر ذلك عليه إلا من جهل مقدار ما تحقق من الطرح الموضوعي لخطابه المتزن، المتسلح بالمعلومة والتحليل ودقة التصويب في تصوير الحقائق.
ومع حضور جمع غفير نهلوا من معين التحليل الصائب، وطرح الحلول السليمة لواقع العراق الان، لا أظن هناك مبالغة في وصفه بالموسوعة لسعة علمه السياسي، وجمال ورعه، وسخائه وشجاعته في وضع النقاط على الحروف، في وقت يذهب البعض لاستنهاض واعز الطائفية المقيتة، بتزييف الحقائق وشحذ همم البسطاء، للوصول الى مآرب كرسي الاماني.
ولكي لا تذهب دماء الشهداء سدى، ولا تضرب الرموز الوطنية الحقيقية عرض الحائط لنتأمل معا، حالة نادرة لا يُمل منها في الاستماع، بل الاصغاء الى حديث سياسي ورع، عابر للطائفية، لبناء دولة قانون ومؤسسات وحقوق الانسان، اضافة الى العمل لتحقيق فرصة للتغيير، والبحث عن البدائل، لتأسيس الدولة الحلم التي عنوانها العراق، وهويتها وطن يجمع كل العراقيين، بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم دون حدود مفتعلة، دون امتيازات دمج، ودون سمة دخول.
ولتحصين وطن آمن من براثن الارهاب بكل اشكاله، بهمة رجال العراق من الجيش والحشد والبيشمركة الذين قدموا حياتهم -وهي الاغلى- لحماية ارضه وعرض أهله..
حديث مشحون بصدق المنطوق المتأتي من الدلالات الجلية، للصورة المراد لها أن تكون لمستقبل العراق في مرحلة الانتخابات وما بعدها.
هكذا كان ضيف الجالية العراقية والعربية في سدني، الاستاذ علي سلم، وتد من اوتاد المدنية والشيوعية و"سائرون"، التي تشهد لهم "ساحة التحرير" منذ اعوام والى الان، في تناوله للوضع السياسي في العراق والانتخابات والتحالفات السياسية.
شخصية ليبرالية تحمل العراق في حدقات عيونها، تتفهم الواقع وتستقرئ المستقبل من أجل الوصول بسفينة البلاد الى مرافئ السعادة والعدالة والسلام.