إن الإبداع هو فن الاكتشاف، وإنه القدرة على الإتيان بأمر جديد أو بطرق غير مألوفة، خاصة إذا دخل في نطاق دمج الأفكار وتمريرها في المخيلة، للخروج بنتيجة تحتاج اليها الإنسانية، سواء أكان ذلك الإبداع معتمدا على نتاج فردي، أم من خلال المشاركة الجماعية!.
والمبدعون ليسوا بالضرورة تقليديين منقادين الى نقل الصور وتغيير ألوانها لتصبح ناتجا جديدا، بل هم المنتجون من العدم أفكارا واقعية، تخاطب المتلقي بعيدا عن الروتين الرتيب.
منذ اثنتي عشرة سنة، وصحيفة العهد المندائية الصادرة في أستراليا، تختار السير في طريق الوحشة الذي لا يسلكه الآخرون.
منذ أيام، أوقدنا شمعتها الثانية عشرة، محتفلين مع أسرة تحريرها من المبدعين الذين لم يرضوا لأنفسهم الوقوف متفرجين في عالم الغربة، فاندفعوا ببصيرتهم الذاتية، من أجل خلق صوت مندائي عالمي في عالم صحافة الاغتراب.
كانت رغبتهم الجامحة لصناعة الجمال، تحملها أجنحة طيور النوارس نحو شواطئ الأمان.
لقد كان للبصيرة الثاقبة والروح التواقة لجمال الكلمة، أثر في الإنتاج الإبداعي لهذه الصحيفة التي اعتمدت على المثابرة الطموحة، بهمة لم تعرف الملل ولم تركن على وسادة الكسل.
لقد جاء هذا الإبداع الصحافي كأول جريدة ناطقة باسم نوارس الحب والسلام، من وحي روحهم الطيبة ووجدانهم الذي أسس بعيدا عن أرض التاريخ صرحا، فكانت له المقبولية والترحيب، وتفجرت من خلاله الطاقات الكامنة التي نمارس إنسانيتنا من خلالها بأسطر من نور.
مبارك لصحيفة النوارس عيدها الثاني عشر، ومبارك لمبدعيها الاستمرار على نهجها الثابت المتوازن، وهم يسيرون على سكة السلام معاهدين العهد على دوام الاستمرار.
ومبارك لـ
(خليل الحلي) رئيس تحريرها.