لم أعلم أن الغصة تخترق القلب لتحييه وتبعث فيه تلك الاحلام المتحققة في حواجز الألم والمعاناة.
ومن تلك الحواجز تعبر العبرات وينبعث العشق ممتطيا الغربة، تسليه الألوان بدمع الشوق الذي يخرج جمرات البعد، قوالب جليد تلطف الحزن وترسل استشعارات الأمل.
تأتي هذه الصورة الجلية بعيدا عن الألوان والأشكال البائسة، وتخترق تقاليد العشق الموروث في عالم التيه، في صحراء كالحة الألوان.
وما بين الحب والبعد تومض شمعة أمل، تتمايل هالاتها لترسم من ظلالها المتراقصة على موسيقى الصمت، لوحات تشرع الحب المستباح.
إنه العشق المولود من صيحة الذعر، والحب المنصهر تحت وطأة الغياب.
وما بين فراق العراق وأمل لقائه، تتوشح ألوان الفنانة الدكتورة إياد الحكاك دموع الشوق والحنين.
حزنها وشوقها وصراعها تستمد صلابتها من لوح رخامي تطرزه الحدود، وتنبت في أجنحته زهور الفخر ببهرج كأنه الطيف يمر بلا توقف.
هكذا تقاسمت حبها وعطاءها مع العراق بأعمالها الفنية المبهرة، وأولت اهتمامها وإخلاصها مشاعر تتدفق شلالا، تنساب منه معاني الديمومة دون قيود في مسارات الوطن المعشوق.
لوحاتها كانت فسيفساء كربلائي، وقببا كاظمية، تمايلت بينهما الحدباء بكل ألوان العشق الأزلي، وكنت مع الفراشات التي تحوم فوق أزاهير هذا الأزل، أتشبع بنور الموروث في تيه إياد وحبها المعجون في كل شيء للعراق.