يحتفل العالم في الثالث من أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة، بعد يومين من الاحتفال بعيد العمال، وكأن اليومين جاءا متزامنين، للتعريف بأهم شريحتين اجتماعيتين تخدم المجتمع وتضحي له.
نتيجة الاستغلال.. كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر، تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل، وبشكل خاص في الحركة التي تعرف بحركة الثماني ساعات، وأصبح ذلك اليوم عيدا للعمال لتحقيق مكاسبهم، بينما يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، كمناسبة للتعريف بانتهاكات حرية التعبير، وللتذكير بالصحافيين المضحين من أجل شرف الكلمة، فآثروا الموت أو السجن مقابل إبقاء شعاع حرية التعبير نبراسا في كل الظروف.
ويعيدنا هذا اليوم الى ذكريات مريرة في نفوس صحافيي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل انخفاض الصحافة الحرة وتدنيها وفرض القيود عليها. وتبقى حياة الصحافيين عرضة الى التهديدات والضغوط من الحكومات أو من التيارات المتشددة، وغالبا ما يشار إليهم بالخونة أو العملاء.
أما ما بعد ما يسمى بالربيع العربي، فقد انقلبت الأنظمة الجديدة على الصحافيين، فانتهكت حرمتهم وكممت أصواتهم، واغتيل البعض ولفقت التهم للبعض الآخر، ليواجهوا محاكمات ظالمة غير عادلة، تصب في خدمة النظام السياسي الحاكم.
كل هذا الخرق لحرية التعبير يأتي من الفراغ القانوني وجهل السلطات، بدلا من الازدهار والانفتاح والتحرر.
إن التفاؤل يضيء الأمل بمستقبل أفضل لصحافة العالم العربي، ولا يتحقق ذلك مالم تتكاتف الأصوات وتتحد الآراء، التزاما بحزمة منظومة الأخلاقيات المهنية التي يتحصنون بها، والابتعاد عن التنابز بالألقاب.
تحية للصحافي بيوم حريته العالمي، وتحية للعامل بعيده، فكلاهما عاملان من أجل الحياة والحرية.