قبل أيام قلائل، شاهدنا مباراة ناديي الريال مدريد الاسباني وليفربول الانجليزي، في نهائي دوري الأبطال، بعدما اتفقت عائلتي وعائلتا شقيقيّ الرياضيين، على انتظار بثها في فجر رمضاني له الأثر في متعة المشاهدة والمنافسة.
وانقسم الجميع الى فريقين، منهم من يشجع الريال لأنه ريالي، ومنهم من يشجع ليفربول لأنه ليفربولي أو برشلوني، وفق قاعدة عدو عدوي صديقي!.
الليفربوليون والبرشلونيون في العائلة خسروا رهانهم، إلا أنهم أيقنوا أن فوز الريال مستحق، رغم سلبية أداء حارس مرمى ليفربول الذي أهدى الأهداف الى الريال، وسلموا للأمر الواقع بخسارتهم، مهنئين مشجعي الفريق الفائز.
توقفت في نهاية المطاف وأمعنت النظر في هذه المنافسة، فتساءلت مع نفسي، إن كان جائزا أن يلتقي أكثر من فريقين في مباراة واحدة، جدلا، فان النتيجة ستكون محسومة للمنتخب الذي يحقق أكبر عدد من الأهداف. وخلال لحظة التفكير الجدلية التي تفترض غالبا وجود خصمين، تسارعت إلى ذهني فكرة الماراثون الذي يشترك فيه عدد كبير من العدائين، ولكن في النهاية يقطع شريط الفوز عداء واحد.
مثل هذه الأفكار الرمضانية المبكرة، تجرني الى الانتخابات في معظم دول العالم، والتي عادة ما يكون هناك فريقان متنافسان للفوز في قيادة البلاد والعباد.
فمثلا في أمريكا هناك حزبان رئيسان، هما الجمهوري والديمقراطي، وفي فرنسا وفي بريطانيا واليابان ووو... وهذه الأحزاب إما أن تكون يمينية أو يسارية في أفكارها، ولكن لا يخفى ولا نغفل، وجود أحزاب صغيرة تتحالف مع الأحزاب الكبيرة من قبل التصويت في الانتخابات، إلا انتخاباتنا! وأحزابنا! وكتلنا!
فهم يدورون بنا في دوامة الكتلة الأكبر والكتلة الأصغر، والتحالفات التي لا تصب في مصلحة الوطن، بل تصب في بوتقة الخوف من تحالف آخر ربما يخدم الوطن. انتهت مباراة الانتخابات، ولم ينتهِ ماراثون التكتل والتحالف، وكثيرا ما يشبه مطلع الأغنية العراقية: "يفر بي هوى اليفوز يايمة".
ومازلنا ننتظر الفائز!
مع أن الكتلة الانتخابية الفائزة ليست بالضرورة هي الكتلة السياسية الأكبر، وإن حققت أعلى الأصوات، فالقرار الانتخابي هو إما كلنا رياليون أو كلنا ليفربوليون!
او كلنا "يفر بينا هوى العراق يايمة".