إضافة الى كون العيد هو اليوم الذي يُحتفل فيه بذكرى دينية كعيد الأضحى والفطر المباركين، تعرّف معاجم اللغة العيد بما يعود من همٍّ أو مرض أو حزن.
لقد صدقت معاجم اللغة، وصدق العرب في وصفهم هذا للعيد ، فبدلا من الاحتفال به كذكرى دينية سنوية مفرحة، أصبحنا نعزي أنفسنا فيه لما يعوده علينا بالهم والحزن ذاتهما، فنتذكر فيه أننا ما زلنا في مكاننا "نراوح".
ننتظر من أفق الاحلام صوتا ينادي علينا ويأخذ بأيدينا "الى الأمام سر".
كلما حاولنا التقدم خطوة، نودي بنا بصرخة "قف".. وليتها قف فقط، بل يتبعها "مكانك ثابت". هكذا نحن منذ خمس عشرة سنة "مكاننا ثابت" يمر علينا العيد عائدا بهمه وأمراض ساسة بلدي العقلية التي لا تتماثل للشفاء ولا علاج لها.
كل عيد يعود علينا بهم الكتلة الأكبر والكتلة الأصغر ودوامة التحالفات.
في كل عيد، يزداد مرضنا سوءا، ومصائبنا تتوالد وتتنوع، القتل والاغتيال صار مشهدا مألوفا، والمتظاهرون يحتسون الشاي المج في خيام "الله أكبر" في عيد الله أكبر، فمتى يكون لوطني عيد أكبر؟
ومع من عاد إليهم العيد بالهم والحزن، عاد على الانسانيين بالخيبة في اغتيال الجمال ومن يصنعه بخدمات إنسانية واجتماعية.
العيد عاد ليزيد همنا هموما، وحزننا أحزانا بتغييب "رفيف" تلك الإنسانة التي مدت يد العون للعوائل والأطفال، واعادت البسمة لمقاتلينا الابطال الذين تركت الحرب آثارها على وجوههم، فأجرت لهم عمليات التجميل بالمجان.
"رفيف الياسري" على طريقتها أرادت "الى الأمام تقدم" فأسكتها العيد بصرخة مدوية "قف" ولم تقف، فرحلت مع الراحلين المحملين بهموم واحزان شعب لم يعرف للعيد من معنى، باقيا في مكانه "راوح".