في ظل المتغيرات السريعة التي يمر بها العراق شعبا وثقافة، أجد أن الكثير من العادات والموروثات بدأت تتلاشى أو يتناقص استخدامها، كالهلهولة (الزغرودة)؛ تعبيرا عن الفرح ونشرا له على المسامع.
فقد استخدم العراقيون الهلهولة للنكاية عن الشيء الذي يتحقق بعد عسر أو لم يُتأمل منه تحقيقا، فيقول العراقي مثلا "كلولولوش" أخيرا تم الشيء الفلاني.
وبما أن الهلهولة مازالت معروفة على نطاق الوطن، فلنزغرد بقوة لانعقاد جلسة مجلس النواب المنتخب حديثا بعد مده وجزره وشبهات تزوير انتخابه.
هلهولة للمجلس الذي جاء مع أمنية الجميع، للخروج بالوطن من تكالب الزمان عليه، متمنين عليه المضي قدما بسن ما يحتاجه الناخبون.
لكننا فوجئنا وفي أول جلسة أننا في دوامة الكتلة الأكبر التي يدعيها أكثر من طرف.
وبما أن القوانين والتشريعات التي اقرتها دورات مجلس النواب السابقة، كانت بلا مضمون وفارغة المحتوى في تحقيق ما يصبو اليه الشعب، جاءنا المجلس الجديد بصراعاته من أجل الزعامة والوجاهة، بدلا من خدمة الشعب الذي مازال يئن ويعاني من نقص الخدمات والتهميش وفقدان الوظائف والأمن.
كأن الكتلة الأكبر هي مفتاح الحل لأسرار وطلاسم التعقيدات، بل إنها في تصورهم الكَتلة (القتلة) الأكبر للشعب العراقي إذا ما فتحت الكاف بدل ضمها، وهنا نحتاج هلهولة للكَتلة الأكبر، التي سيتلقاها الشعب من الكُتلة الأكبر التي تتشكل بأشكال غير متناغمة ولا منتظمة، شعارها الوعيد والتهديد والتلويح بحرب أهلية أو اسقاط حكومة لا تتناسب مع تطلعاتهم، التي تمنيت يوما أن تكون في مستوى العراق الأكبر.
وهلهولة للكتلة الأكبر.