بعد غيبوبة التردي والتعمد بإغراق البلد في مستنقعات الطائفية والبطالة، وتدني الأوضاع الحياتية والأمنية، متجاوزة في ذلك على القيم الكونية المستلهمة من الشرائع والسنن الإلهية التي جاءوا باسمها، لتحقيق احتياجات المجتمع، بما يتناسب وحركة تاريخه وعظمة تضحياته.. بدأ يتنفس الصعداء، ليدخل مرحلة جديدة جدية، تشكل تحديا واقعيا للمراحل التي مرت بها مفاصل الدولة واجهزتها، من ضعف وفساد وانحراف عن المسار الطبيعي الذي يؤسس لبناء كينونة وطن، يجمعنا ويستنهض العقول لخدمته.
إن المرحلة القادمة تحتاج قوة مستقلة، تتبنى التوازن ما بين الحزم كأداة فاعلة في فرض هيبة الدولة وإدارتها، والعزم الذي يتشكل بالمرونة المشذبة من الضعف والهشاشة.
أقسم لكم، أن الشعب اكتفى من التجارب السياسية التي أوصلته الى مستويات لم يشهدها خلال تأريخه الطويل، وبدأت تثور في داخله إشكالية قبول الحلول الترقيعية، حتى وصل الارتقاء بمطالبه حد الشهادة بالنفس، رافضين أسس الادارة المنفعلة وقيمها المبنية على المصالح الضيقة.
لقد تلاشى الحلم، وجردت قيمه أمام جوع شعب كريم وعطشه، وقد تقصدت قيادته في الوصول به الى مراحل التهميش والإقصاء والعوز ووو...
وبات جليا أن الصورة التي تدعو اليها المرجعية، هي العقلانية في التحول التاريخي الى منهجية القوة والحزم في قيادة الدولة التي أصبحت تتكئ على عصا مهترئة.
إننا مع المطالبة بحكومة قوية، تتحقق واقعية قوتها من خلال تحقيق العدالة كركن ثابت في منهجيتها، فهو السبيل لتحقيق فرض سلطة القانون ودعائم المواطنة، على كل المكونات وشركاء الوطن، كمبدأ عملي يضمن فعالية تطبيق الديمقراطية الحقة التي ترفض التفرد بالقرار، أو وضع القرارت على رفوف مكاتبها لحين العودة إليها وقت الضرورة، وصولا إلى الحلول الترقيعية التي قد تؤجج أزمات جديدة ومعقدة.
وواقع بصرتنا الفيحاء شاهد مرير، فعندما طالب الشعب بالكهرباء، جاءهم الحل سريعا بتلويث مياه الشرب، وكأن لسان حالهم يردد المثل القائل:
"أم حسين، جنتي بوحدة صرتي باثنين".
فيما يردد لسان حال الحكومة المثل القائل:
"إجه يكحلها.. عماها".