بدلا من أن ينشغل وكيل وزارة الخارجية العراقية بالخروقات الإدارية والقانونية في سفارة العراق في كانبرا والتي زودناه بها حسب طلبه، وشاطرنا الراي بها استنادا الى القوانين التي يحمل رايتها كوكيل للشؤون القانونية، اصدر رسالة الى الجالية بلا مبرر.
لا يعلمني الوكيل كيف اجري اللقاء وكيف اصيغ الخبر!
مهنتي الصحافة ومهنته الدبلوماسية والفرق كبير بين المهنتين.
اتضح انه يجهل تماما حيثيات العمل الصحافي.
هو لا يفهم ان الصحفي يقتنص التصريح من افواه السياسيين اقتناصا. وهو لا يفهم ان الصحفي يصنع الخبر كما تصنع الام خبز التنور.
لذا هو لم يفهم ان اجاباته التي زودنا بها عن اسئلتنا التي طرحناها عليه اثناء زيارتنا له في مقر اقامته هي في سياقات العمل الصحفي تعد لقاء وحوارا صحافيا لا نضعه كجريدة في الثلاجة او على الطباخ، بل ننشره في صفحات جريدتنا شاء ام ابى، وافق ام لم يوافق، اعترض ام لم يعترض، فليس له سلطة علينا بذلك.
يجب عليه وعلى غيره، وبالتحديد الذين حرضوه وهم لا يفهمون بالدبلوماسية ولا بالصحافة، ان يتعلموا ابجديات العمل الصحافي قبل ان يصدروا بياناتهم التوضيحية.
انشغل وكيلنا بقضية لا يفهم ألف بائها، وأود القول هنا أن قضية الصحافة والاعلام هي قضيتنا ومهنتنا ونحن فقط من يعرف تفاصيلها ونعرف كيف نصنع الخبر ونصنع اللقاء ونجري الحوار، ومتى وأين!
أما أدواتنا الصحفية، فعفوك سيادة الوكيل، ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم.
هنا نؤكد انه ليس لك الحق أن تضع نفسك حاكما علينا في أن نخرج بهذا اللقاء أو ذاك وبشكل عام ان لا سلطان ولا حاكم يستطيع أن يحدد عمل الصحافة وهي سلطة قائمة بحد ذاتها لا يملي عليها وكيل أو وزير أو رئيس حكومة أو رئيس الدولة أية صيغة من صيغ الاملاء فهذا زمن ولى الى غير رجعة.
وبهذا نثبت التناقض حينما كنت سعيدا وشاكرا بخبر اللقاء وصورته، وبين اعتراضك على نشر اللقاء .
اعذرك يا سيادة الوكيل اذ وضعت نفسك في موقف لا تُحسد عليه، ولن الومك حيث انك نتاج حكومة بنيت على اساس المحاصصة الطائفية والتي ادت سياستها "طمطم لي واطمطم لك " بانهيار العراق وفساد حكوماته المتعاقبة، فكيف سيرى شعب العراق النور وهكذا تدار حكومته؟