ما بين حلمة الأمل وامتداد الحياة،
وما بين موجة الرعب ومجهولية الهدف،
كان الوداع بانتظارك على شاطئ الحلم.
كان إصرار طفولتك أن يكون موتك نوما كعادتك مستلقيا تستمد قوتك من لهيب صدر المفجوعة بك والراحلة قبلك تشكو حزنها لسلطان السموات.
هل أحصيت عدد أقرانك الراحلين بأمواج الرعب؟
هل اشتبهت شفتاك بمضع حليب مفجوعة أخرى، وأنت تنساب بين الماء والسماء طيرا بلا أجنحة، ترفرف حوله اجنحة الملائكة مرحبة به في عالم الملكوت.
قل لي يا صغيري:
هل أن عالم الملكوت جميلا كي يفترش زهور الموت لأطفال العراق وسوريا في كل يوم؟
هل شاهدت انفجار مفخخة، تنثر أجساد البراءة حلوى زفاف متطايرا فوق الرؤوس؟
هل رأيت من مات جوعا بين خبايا المزابل والوجع المستديم؟
أيتها الطفولة المسكينة القابعة خلف أسلاك الفاسدين، عذرا، فلقد تجاهلك الجميع وبقينا نعاتب بعضنا كي نستعيد رونقا اغتصب من نعومتك جهلا وقصدا واصرارا.
أيتها الطفولة، ماذا لو كنت بستانا تزقزق العصافير في صباحاته، وتحوم الفراشات على وروده، ويسيل الندى على أوراق نبته؟!
أيتها الطفولة عذرا، فمازال بنا بقايا منك نلهو بها ساعة الضجر، فاعذرينا لأن لم يبق لك حتى البقايا.