لن أرثي واقعة الطف ومصيبتها العظمى، بل أرثي ما آلت اليه واقعة العراق، فكل يوم في أرضنا عاشوراء. ركزوا الرماح وعلى أسنتها حملوا الرؤوس باسمك يا حسين.
كان في طفك يزيدا واحدا، واليوم في طفنا ألف يزيد ويزيد.
يا شعلة الأحرار بات أسمك متجرا، فيه يباع ويشترى، فيه الحرائر تسبى وعلى طرق شتى تساق في مدلهمات الجاهلية الأولى.
وما برح الأدعياء غارقين بوهمهم وايهامهم يتمرجلون باسمك على الصرحاء، فكم وكم من دعيِّ نسب نفسه اليك، وحاشا لنور اسمك أن تطأه عتمة الدجالين وشعوذة السحارين المدعين زورا وبهتانا أنهم من سلالتك الشريفة!!
يا سيدي، نبكيك كل يوم، كلما ذبح رضيع من الوريد للوريد ورفرفت روحه للقاء عبد الله الرضيع. لم يكن حرملة قاتله، بل باسمك يا حسين يقتلون!
يا حسين، كل يوم نزف القاسم، في الأزقة، في الشوارع، في البيوت، كل يوم يقتلون القواسم باسمك يا شهيد. مسكهم يملأ أرجاء السماء وعطر شهادتهم باقيا في صدور الأمهات الثكالى.
ياحسين، الدجالون يقتلون الشهداء ألف قتلة ويلوذون بعباءة الليل يتمرغون بوحل شعوذتهم تحيطهم سرايا الشياطين يجملون لهم سوءة فعلتهم.
ياسيدي، منذ ألف عام ونيف، نعيش ونموت في كربلاء. صهيل الخيول وصليل السيوف لم تهدأ.
ياحسين، كل أيامنا طف، كل يوم نموت، كل لحظة تراق دماؤنا، ومن أفواهنا يسرق رغيفنا.
نحتاج لثورتك يا حسين.
فهل تعود سيدي، معك، حتى نثور؟