"الما عنده مستشير يحط عمامته ويستشير"
ان الكثير من الجذور الطقسية للمبادئ والاعراف هي معرفة شمولية كانت قولية او فعلية، لذا اود شرعنة ما سأكتبه اليوم لاشارك طقوساً أخاف عليها من الصدأ.
ويقلقني ان يستخف البعض بعقول مدركة، متناسياً ان الاخر نتاج دواوين العشيرة بمضايفها واصولها ونسبها وفناجين قهوتها.
نعم.. قد اضيفت على تقاليدنا وقيمنا حداثة حينما غرد سرب الحمام مهاجرا لكننا معا ننضح طيبا عاطرا وخلقا لايمكن ان يصدأ، بل محال .
نحترم جدا حمائم السلام بنواياها التي تحملها بين جوانحها قصائد محبة وامان وسلام، لكن الجرح لايشفيه غناء طائر او قصيدة شاعر .
وان كانت غايتهما نزاهة اكتمال صورة الشهادة النبيلة.
اليك ياهذا ويا ذاك اكتب عن تجاهلك لهذه الاصول وأعني المستضعف الذي يسكنك.
وبما انك جاهل في العلم وراسخ في الدجل انصحك ان تستشير الذين هم يفهمون بالواجب والاصول وبمن لايمتهن السرقة المغلفة.
لقد مسحت من محياك القطرة الشعورية الجينية؛ أو انها اختفتَ في دوامة الهوس الفارغ للجاه الذي تحاول ان تشتريه بما سرقت يداك وضح النهار من جيوب الابرياء والبسطاء والمتعبين.
وكما قال كاتبنا الكبير عبد المنعم الاعسم "حقا، ثمة حرامية، يقول علماء النفس، يرتكبون اعمال السرقة استمتاعا بها، او استجابة لانحراف في السايكولوجيا دون الاهتمام بعائدها )راسكولينوف بطل رواية دستويفسكي - الجريمة والعقاب ( ويسمون هذا الانزلاق "داء السرقة " ويقال ان البعض من اولئك اللصوص يلقون ما يسرقون، مهما كان ثمينا، على قارعة الطريق، ويدخل في اطار هذه المجموعة "الشريحة" من اللصوص اولئك الذين يسطون على جهود غيرهم، اعمالا ومؤلفات، ويضعون اسماءهم عليها، وحتى هذه، سُجلت بالنسبة للقوانين الدولية في خانة الجرائم تحت الملاحقة والقصاص .
الغريب ان المتعاطفين مع اللصوص الذين لطشوا الملايين من اموال الشعب وثروته ووزعوا منها فتاتاً لاغراض الدعاية والوجاهة والزعامة يريدون منا ان نصدق بان الحرامية المعنيين تابوا "توبة نصوح" ولن يعودوا الى السرقة، لكن الاغرب يتمثل في الدعوة المبطنة الى مكافأة هؤلاء بشيء من المديح.. وهو اضعف الايمان."
وتاييداً لما قال اديبنا الاعسم نحن لانصدق قسمك ولا استغفارك ولاتوبتك !
وهل يعقل انك ستجنح اخر الليل الى السكون وراحة الضمير؟
أنا لا اتصور؛ لان داء الاختلاس النظري والعملي يكمن فيكَ ومعك في صفحات ليلية تعتقد انها تستجيب لمآربك ونواياك وشعوذتك لكنها تستهزئ بما تضمر من سوء واستهتار وحماقة ومرض بيقين النقص.
كيف لك ان تجري في عدة مسارات في آن واحد؟!!
عجبي كيف لك ان تسلك طريق العودة التي تحوك خيوطه بدهاء لايختلف اجراما عن الارهاب المستشري في اعماقك وافكارك ونفسك الحاقدة الساخطة على الجمال والنقاء !، وفي ذات الوقت تشغّل مجسات الخبث المسئ والتأويل والتظلم و و و و؟؟؟
ياله من زمن احمق .. تواً عرفت العجلة عندما كنت تصر على الحصول على الاشياء.
وكيف تأخذ الدرب ذهابا وايابا متوددا ومبتسما بلؤم ثعلبي يشبه وجهك الحالك الصفار.
لكن وفي نهاية المطاف سأدعوك لتعيد التمتمات بصوت عال عسى ان يدخلك الصدق يوماً وتستجيب روحك للوضوح والجمال لتعيش باقيك بعيدا عن الضغائن والآثام.__