أنتَ وأنتِ ومن لف لفكما
النفاق والتملق يفترقان بالمعنى ويقتربان بالهدف. أن النفاق يعني الاعتقاد بالباطل والتظاهر بالإيمان والحق، أما التملق فهو الزيادة في التودد فوق ما ينبغي.، فمن تملق لشخص طمعا في ماله لا يقال له منافق لأنه لا يبطن كفرا، ولكنه متملق لأنه يظهر من الود فوق ما هو موجود، سواء كان هناك ود بدرجة ضعيفة أو لم يكن هناك ود أصلا.
ظاهرة التملق عندما يملكها المثقف ومن هو في قائمة الرموز تعتبر معيبة بحق المجتمع وبحق المتملق نفسه. لقد بدت خلال الأيام القليلة ظواهر تملقية كبيرة من شخصيات تعتبر نفسها كبيرة، مبررة ذلك برمزية يعتقدون أنها قد أصيبت بالصميم.
إن إصابة الهدف لايراد من وارءه إصابة الرمزية كما يعتقدون، وأن ظاهرة الانصياع الى المسميات باسم الوطن ليس لها مبرر لأنها أوصلتنا الى ما وصلنا اليه.
أنا لا ألوم من كان معتادا أن يتملق للنظام ويعتبره رمزا، رغم أن ذلك النظام كان يجتز رقاب الشعب لو بوشاية أو باتصال هاتفي!! لقد اعتاد البعض على أن لايجوز التطاول على ”القائد الضرورة“ مثلا.. هكذا نشأوا ولايمكنهم الخروج من هذا الفكر، لابديمقراطية العراق الجديدة ولا من خلال انتسابهم للثقافة السياسية الغربية التي يعيشون فيها أو يمتثلون اليها.
إن المنصب باق والأشخاص تزول، كيف لمن يخون منصبه أن أعتبره رمزا!! إنكم تبنون في كل عصر ”قائد ضرورة“ لكم لأنكم لايمكنكم العيش بدونه!
فهو ليس رمزا للعراق، بل المنصب هو الرمز إن صانه من تولى قيادته.
إننا نضع الأصبع على الجرح لايهمنا المتقولين والمتهافتين لكسب رضا المتعجرفين، فلقد كفانا من ماضينا انهيار شخصياتنا وكراماتنا مقابل التوسل الأعمى في كسب ود المسؤول.
أنتَ وأنتِ ومن لف لفكم، ستكونون خزعبلة في تاريخ حضاري جديد، وفي زمن لاحاجة فيه للنفاق والتملق، فلا أنتم تمثلون الكل، ولا هو يمثل الرمز الذي تعتقدون، وأنا وأنتم من المنتظرين.
الشرطي والمجرم
يقال أن المجرم يحوم حول جريمته حتى توقعه في شباك العدالة. أما الشرطي فشخيصته قائمة على الشك لدرجة الشك بالنفس والمقربين.
يقول الفيلسوف برناردشو "إذا سقط المرء أصبح شرطيا". لم تأتِ مقولة برناردشو جزافا بل جاءت بعد تمحيص وتدقيق وتحقيق لشخصية المنتسبين الى ذلك السلك رغم الحاجة اليه. أما إذا كان الشرطي هو المجرم فكيف سيحوم على جريمته؟
وجدنا من خلال التجربة أن الشرطي يوصف الاتهام ويبني صورة للجريمة ويلصقها بضحيته
التي تكون عادة من أقرب المقربين اليه وظيفيا، إن لم يكن اجتماعيا خاصة إذا كان ذلك
الشرطي قد تبوأ منصبا خارج سياق الشرطة وعملها كونه باقيا بعقلية الشرطي!!.
المتواجدون الآن
458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
النفاق والتملق
- التفاصيل
- المجموعة: الكاتبة وداد فرحان
- الزيارات: 1621
آخر ما نشره كتابنا
- 22تشرين2 فوزيـة حسـن - فنانـة مبدعة في مسيرتها الفنيـة ومتألقـة في جميع ادوارهـا 2019-11-22
- 22تشرين2 جيمس بوند في التركي 2019-11-22
- 22تشرين2 رسالة الى زملائي وأخوتي قضاة العراق البواسل 2019-11-22
- 22تشرين2 متى طفرت الدموع من عيني.. وبكى الكثيرون؟ 2019-11-22
- Home /
- نخبة كتاب بانوراما /
- الكاتبة وداد فرحان /
- النفاق والتملق