البارحة
وقفتُ تحت المطر...
لم اكترث بسقوطِ قطراته المتسارعة على جسدي
ولم أفكر بأي ضرر...
فأنا بحاجة لأن أغتسل
من همومي
وأن أترك الماء يحتضن،
ما اتعبه القدر...
فخطر على بالي أن أغني..!
لحبٍّ حلمتُ به منذ الصِغَر...
فهمستُ مع كل قطرة مطر...
وقلتُ: أحبكِ... أحبكِ...
أحبكِ...
حينها شعرتُ بخضوع
الطبيعةِ لمطلع أغنيتي
وتحولت مفرداتها
الى فرقة موسيقية...؟
فأصبح الرعدُ طبولاً...
وأمست الاشجارُ كورالاً...
وصدحت حناجرُ الطيور أقوالاً...
فقلتُ أحبكِ، مجدداً...
حينها عزفت الرياحُ
صوتاً رقيقاً للناي...
وعكست الجبالُ صدىً
لرؤياي...
فحلمتُ بكِ
ترقصين...
على أوتار قلبي
يا بهجة دنياي...
فما كان لي سوى الصراخ
بأعلى صوت
أحبكِ...
فتوقف المطر...
وظهر قوس قزح
بين السحاب
ليشق طريقاً للنور...
فرأيتُ عينيك
مع إطلالة الشمس الأولى...
وعلمتُ حينها،
بأنك تنتظريني
في سماءِ الخلود......