عادل، إنسان مُحب، يتمنى الخير للجميع...
وهو ينتمي الى عائلة عريقة منحدرة من اصل طيب.. ولكن المشكلة هي ان عائلته، وعلى مر الزمن، أصبحت مليئة بالخلافات التي تولدت عبر السنين.. مما أدى الى تولد تكتلات وتحزبات وأفراد يزرعون الأحقاد ويسببون التفرقة.. احتار عادل في كيفية لم شمل هذه العائلة...! فبدا يغني عن الحب والسلام، عسى من سامعٍ.. ثم دعا الجميع الى بيته، للوئام مبايعا. فقدّم لهم من أجود ما لديه، وما لذ من أطعمةٍ وصنائع. وأخبرهم عما يجول في خاطره من رغبة في العودة الى تلك الشرائع.. شرائع الحب التي نحتها الأولون على الحجر لكي تُذكّر الأجيال بالمحبة، ويكون الفرد لقانونها طائعا..
ولكنه، تفاجئ بما رأته عيناه من وضعٍ فاجع..
فها الاخ يكره أخاه، والمرأة مع الغريب ضد أختها تفازع.. فعلاً، يا له من وضع فاجع...!
فقال يا حبذا لو كنت للقدرِ مُصارعا..
لكي أغير الأحداث واحول قلوبهم الى مزارع...
يملأها عشبُ الحُبِّ الاخضرِ اليانع.. وفي خضم الصراعات، وقف على منصةٍ في الوسط، بارتفاعٍ فارع.. وقال: من منكم للسلامِ جائعا؟
ها انا واقف على أبواب قلوبكم قارعا.. من منكم يرغب بالسلام؟ فلم يسمعوا سؤاله من حدة تلك الطبائع.. لا بل رجموا بعضهم بعضاً، وقتلوه بالخطأ وعندما رأوه مضرجاً بدمائه قالوا عنه: آه مسكين، كان إنسانٌا رائعا..! وعادوا الى اقتتالهم، ولكن هذه المرّة، بالمدافع..