عندما تتم دعوتي الى أي مناسبة اجتماعية او ثقافية او فنية، تجدني أسعى جاهداً ألى الجلوس في المواقع الخلفية، احتراما لمن هم أعلى مرتبة مني علماً وعطاءاً، لا لشئ آخر.. ولكن، كم من شخص يغادر المناسبات ، قائلاً: لم يحترموني، ولم يخصصوا لي كرسياً في المقدمة ، كما إنهم لم يشيروا الى وجودي وأنا فلان أبن فلان وعملي كذا وكذا...!
يا أخي لا تستجدي الاحترام.. إذا كنت محترماً فهذا دليل على إن أعمالك محترمة... وما تقدمه لمجتمعك هو ما يجعلك محترماً.. لا تنتظر التقدير من أي أحد قائمٍ على حفلٍ ما.. بل لتكن أعمالك هي جواز سفرك الذي يؤهلك لدخول قلوب أبناء مجتمعك أو ممن تصلهم نتائج أعمالك القيّمة.. إن كنت نجماً فلا حرج، فالنجم عالي ونوره ساطع في سماء الإبداع... ولا تحتاج الى من يسلط الضوء عليك، لأنك تتلقى سناك من شمس الحياة المبدعة الدافئة.. ولكن تذكر بأنك:
مهما أزددت علماً، فهناك من هو أعلم منك...
ومهما كبرت ثروتك المالية، فهناك من هو أغنى منك.. ومهما كانت قوتك الجسدية، فهناك من هو أقوى منك.. فالغرور والأنانية هما مقبرة الأبداع.. لربما قد تواجه من يتعمد تهميشك في بعض المناسبات لأحقادٍ معينة أو لأجندة خفية.. ولكن لا تقلق... ولا تهتم.. لأنك إن كنت معطاء بالفعل، فأنت كالسراج المشع.. مهما حاولوا إخفاءه، سيبقى منيراً.