أعطني من ماءِ دجلة لأشرب
فلم تعد مياه الكون ترويني...
شوقي لبغداد يجعلني
أعزف لحن أشتياقي بعبرةِ أنيني...
لربما نسيتُ آلامي
ربما غلبني حنيني...
ولربما دارت الايام
لتعيدني الى التراب الذي سيأويني...
عندما أنظُرُ الى بوصلتي
أرى سهمها مشيراً الى عراقي الحزينِ...
فأشتاقُ الى النخيلِ
والى نبعِ الرياحينِ...
ما بال قلبي؟
وما الذي يجري معي؟
إذ كنت قد تعودتُ على غربتي
وثابرتُ على وصالها بين الحينِ والحينِ...
ولكنها لحظة غريبة
تلك التي قلبت كل الموازينِ...
عندما رأيتُ عينيكِ
تقول للأيام... إرحميني...
صورتكِ يا بغداد وأنت كهلة
أشعلت النيران في صدري بكل يقينِ...
لقد أتعبكِ أبناؤك...
وأنهكوا صبركِ عبر السنينِ...
قلتها لكِ كلمة صادقة في يوم رحيلي
ولكنك لم تفهميني..!
قلتُ لكِ حذاري ممن لا يخاف خالقه
ويستبيح الشرَ بإسم الدينِ...
ولكنكِ لم تسمعيني...