هل تستطيع أن تُخبر رئيسك بالعمل بأن قراره خطأ، وسيتسبب بخسارة للشركة أو المؤسسة التي تعمل فيها؟
هل يمكنك إبداء رأيك بصراحة في اي اجتماع يترأسه إناسٌ ديكتاتوريون أو منفردوا الرأي؟
هل يمكنك إثبات خطأ أحد المتنفذين في السلطة السياسية، وإن كان لديك دليل قاطع على ما تقول؟
ربما يمكنك ذلك في عدد محدود من المجتمعات المتحضرة، ولكن إجمالاً وفي عالم النفاق الذي نحيا فيه، يصعب عليك قول الحقيقة بدون تردد.!
فحياتنا الأجتماعية والعملية أصبحت مبنية على العلاقات والمجاملات الغير عادلة.. وهذه الآن تعتبر أحد أهم المقومات لنظرية الصراع من أجل البقاء.. إذ لم يعد في غابتنا وجود لمبدأ البقاء للاصلح، بل أصبح البقاء للأشد نفاقاً وتضليلاً..!
إذا قلتَ الحقيقة، أو إذا كان لديك رأي مخالف فستكون منبوذاً وهدفاً للتصفية..
أما إذا كنتَ سلساً وناعماً ومجاملاً لمن يمتلك النفوذ، ففرصك للبقاء في موقعك ستكون أكبر.. لهذا السبب نجد ما أسميته "بالتكتلات" الوظيفية والأجتماعية... فالوجوه ثابتة في معظم المجاميع، والتغيير في الاشخاص يعتمد على درجة ولاءهم للمسؤول الأول في المجموعة.
عالم الفن، عالم الثقافة، عالم الأدب، عالم العلوم، عالم السياسة، عالم المجتمع، عالم الاعمال التجارية.. وغيرها، كلها واقعة تحت تأثير المحسوبية وخدمة الأهداف والأجندات المعلنة والخفية.
نحن لا نرُوِّج للصراحة الجارحة أوالتهجم على الآراء وغيرها من الممارسات الغير حضارية، ولكن طرح الحقيقة وإبداء الرأي بشكلٍ متوازن مع إحترام الرأي الآخر وإن كان غير دقيقاً من وجه نظرنا يجب أن يكون مدروساً وفق مبادئ الأخلاق العالية التي لا تسبب جروحاً نفسية أو قد تظهر وكأنها معارضة عقيمة.