تباطأ العداؤون الثلاثة من التعب والإرهاق. فها هم في ماراثون الحياة ينافسون بعضهم البعض لدرجة الإعياء.. وخلفهم طابور طويل من المتسابقين.. ولكنهم في المقدمة الان.
فسأل احدهم قائلاً: يا ترى ما هو دافعكم للمشاركة في هذا الماراثون؟ اجاب اخر- أنا ارغب بالشهرة والنجاح لأنهما يجعلاني اشعر بالفخر في حياتي.. وهذا الشعور يرضي ذاتي كثيراً.. فيجب علي ان أكون الاول في كل شيء.. أما الثاني فقال - أنا اركض بسرعة لأني اهرب من زوجتي التي لم تشعرني يوما بأنها تستحق ان اقضي وقتي معها، ولَم اجد غير هذا الماراثون لكي اهرب من خلاله بعيدا عنها.. اما الشخص الذي سال السؤال فقال - عجبي؟
كنت أتوقع بانكما مثلي، تبحثان عن المال والجائزة النقدية لهذا الماراثون!؟ حينها تقدمهم متسابق اخر بسرعة، فقالوا لبعضهم البعض: تباً له كم هو سريع، والمنافسة أصبحت أشد.! فصاح احدهم عليه سائلاً - من أين لك كل هذه القوة على الركض بسرعة فائقة؟
فاستدار هذا المتسابق قائلا: أنا هارب من وجه العدالة، لأني سرقت وقتلت ونهبت وقمت بشتى الموبقات. ولن تطالني يد القانون.. ولن تغلبوني.. استمر الماراثون.. تباطئ البعض، وأسرع البعض، والكل ينتظر نهاية الطريق بفارغ الصبر.. مات بعض المتسابقون اثناء السباق، ودخل متسابقون غيرهم الى المسيرة من نقاط مختلفة.. فقوانين هذا الماراثون مفتوحة.. وأعين الجميع ترنوا الى نهاية الطريق.. ولكن، الطريق لم ينتهي، ولا زال الماراثون قائماً لحد الا..