من ضيقِ الحال، نسأل ويسأل غيرنا نفس السؤال.. يا ترى ما هو سرُّ بلاد ما بين النهرين..؟ تلك البلاد التي لم تعرف يوماً معنى لراحة البال..؟ تنتهي مأساة، فتبدأ أخرى مع نهاية الأولى.. ينتقل الحال من عذابٍ وقلق وخوف، الى موتٍ ودمار وحروب طاحنة، وغسيل أموال..! وكـإنها سلسلة طويلة من المعاناة تلو المعاناة.. سنة بعد سنة، تسوء الأحوال..! أهو غضب الأرض..؟ أم هو غضبٌ إلهيٌّ..؟ أو ربما هي سياساتٌ إمبريالية وعنصرية تخدم أغراض ومصالح معينة لها علاقة بالمال..؟ أو ربما الانانية التي تغلغلت في القلوب والعقول..! وأصبحت لا تأبه بحياة الناس، ولا ترأف حتى بالأطفال..! قد يمكننا التكهن بالمئات من الافتراضات، ولكن السر سيبقى مجهولاً، لا يعلم به إلا الأنذال.. يا ترى من ينتمي الى الإنسان بالمطلق..؟ من يؤمن بحرية الفكر وأحترام الشخص الآخر مهما قال..؟
من يشعر بأن بلاد ما بين النهرين هي ليست حكراً على فئة معينة دون غيرها..؟ من يستطيع وقف القتل..؟
من يستطيع توفير الأمن..؟ ومن يستطيع السيطرة على موارد البلاد وتوزيعها بعدالة ومكيال..؟
هل تعلمون متى سنجد من يجيب عن كل هذه الاسئلة ويحققها في الحال..؟
عندما يتم سحب أخر قطرة من نفط العراق.. وتتحرر الأرض من لعنتها، وتبتهل السهول وتغني الجبال.. إذن على كل من يتفق معي بالرأي أن يزيد من الصلوات والدعاء، ويقول: اللهم جفف نفط العراق بأسرع وقت..!
وأمر هذه اللعنة بالزوال.. فأنت القوي الجبار وما من شئ لديكَ مُحال.. آمين...